ناشدت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، في مقال لهيئة تحريرها، المسؤولين الإسرائيليين والأميركيين على حد سواء الارتقاء فوق خلافاتهم السياسية والتحرك من أجل الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وجاءت المناشدة العاطفية على خلفية التسجيل المصور الذي بثته مؤخرا كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة حماس- والذي ظهر فيه الأسير إيدان ألكسندر وهو في حالة نفسية صعبة، تحدث فيه عن ظروف احتجازه، موجها انتقادات حادة للحكومة الإسرائيلية ومطالبا “شعب إسرائيل بالتحرك لإنهاء معاناتهم”.
كما دعا ألكسندر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى التدخل للتفاوض من أجل حريته، منتقدا سياسات إدارة الرئيس جو بايدن.
خوف يفوق الخيال
وقالت هيئة تحرير جيروزاليم بوست إن هذا الفيديو، الذي وصفته بأنه أحد أدوات الحرب النفسية التي تشنها حماس، كشف حقيقة “تقشعر لها الأبدان”؛ وهي أن هؤلاء الأسرى يتشبثون بإنسانيتهم وينتابهم خوف يفوق الخيال، مما يتطلب استجابة عاجلة.
وأضافت أن على الإسرائيليين والأميركيين أن يرتفعوا الآن -أكثر من أي وقت مضى- فوق انقساماتهم السياسية. وطالبت تل أبيب بالتحرك، ذلك لأن الأمر لا يتعلق بأجندات حزبية أو خلافات دبلوماسية، بل يتعلق بإنقاذ الأرواح.
وطالبت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن يفعل أكثر من مجرد عرض المكافآت المالية، وأن عليه أن يعطي الأولوية لإطلاق سراح الأسرى باتخاذ إجراءات حاسمة.
ورأت أن أمام ترامب -هو الآخر- فرصة لقيادة الجهود “بتعاطف وقوة”، وتحديد مسار رئاسته حتى قبل أن تبدأ، واستمرت تقول إن كلا الزعيمين يواجهان لحظة فارقة تستدعي أن تكون للإنسانية الأسبقية على الحسابات السياسية.
وشددت الصحيفة على ضرورة أن يركِّز الإسرائيليون والأميركيون جميعا جل طاقاتهم على إعادة ألكسندر ورفاقه الأسرى الآخرين إلى ديارهم بأسرع ما يمكن وبأمان.
كان يرتجف
وأشارت -بلغة تستجدي العطف والشفقة- إلى أن صوت ألكسندر كان يرتجف وهو يتحدث، وكانت يداه تغطيان وجهه من حين لآخر كما لو كان يحاول كبح طوفان اليأس الذي يستبد به، ولم يكن خلفه سوى ظلام، في مشهد ينطوي على “رمزية مؤلمة” للأيام الـ420 التي قضاها حتى الآن في الأسر.
وفي التسجيل المصور، ظهر الأسير الإسرائيلي منهارا، ويتنهد ثم قال باكيا “الخوف والعزلة يقتلاننا. لقد بلغ الخوف بنا ذروته، ونحن نموت ألف مرة في كل يوم يمر علينا، ولا أحد يشعر بنا”.
ووفقا للصحيفة، فإن كلمات ألكسندر تكشف عن حالة يأس وقنوط في انتظار الفرج، وإحساس بضعف الحيلة وتخلي الناس عنه.
تأييد شعبي لإبرام صفقة
وفي تقرير إخباري بالصحيفة نفسها، أظهر استطلاع رأي أجرته القناة 12 الإسرائيلية ونُشر يوم الجمعة أن 71% من الإسرائيليين يؤيدون إبرام صفقة للإفراج عن الأسرى تضع حدا للحرب في قطاع غزة.
وذكرت أن نتيجة الاستطلاع تعكس مخاوف الإسرائيليين مما تسميه “العنف الجنسي ضد الأسرى”، ناقلة عن القناة أن 15% فقط من المستطلعة آراؤهم عارضوا التوصل إلى مثل هذه الصفقة، بينما قال 14% منهم إنهم لا يعرفون كيف يشعرون حيالها.
وفي استطلاع آخر أجرته جمعية مراكز أزمات الاغتصاب الإسرائيلية في أكتوبر/تشرين الأول المنصرم، حول موقف الرأي العام من الصفقة، أعرب 93% من الجمهور عن اعتقادهم بأن الأسرى معرضون لخطر العنف الجنسي، وأن 73% يعتقدون أن هذا يجب أن يكون له تأثير على قرار عقد اتفاق.
وتختلف هذه الأرقام عن استطلاع أجراه منتدى عائلات الأسرى في أغسطس/آب، حيث أظهر أن 59% من الإسرائيليين يؤيدون صفقة تعيد أبناءها إلى الوطن مع إنهاء الحرب، و33% يعارضونها.