Published On 3/9/2025
|
آخر تحديث: 11:51 (توقيت مكة)
صنعاء- أعلن المتحدث العسكري لقوات جماعة أنصار الله اليمنية، العميد يحيى سريع، عن تنفيذ عملية عسكرية بصاروخ باليستي استهدفت سفينة “سكارليت راي” النفطية الإسرائيلية شمال البحر الأحمر، وما لفت الانتباه أن الاستهداف جرى على بعد أكثر من ألف كيلومتر، وليس قبالة السواحل اليمنية.
وأكد سريع تحقيق إصابة دقيقة في السفينة، في حين أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بتبعيتها لرجل الأعمال عيدان عوفر المقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة.
ورأى خبراء عسكريون -في مقابلات مع الجزيرة نت- أن عملية يوم الاثنين الماضي تؤكد قدرة الحوثيين على الرصد والمتابعة والاستهداف بالصواريخ الباليستية، وتعكس تطويرا لهذه الصواريخ لضرب أهداف بحرية متحركة وليس أهدافا برية ثابتة.
عملية نوعية
من جانبه، قال الخبير العسكري اللواء خالد غراب -للجزيرة نت- إن السفينة حاولت التمويه من خلال إخفاء وتشويه إشارتها الملاحية المتعارف عليها دوليا خشية التقاط القوات اليمنية لإشارتها وضربها، لعلمهم أن استهدافها وغيرها يشمل منطقة عمليات القوات اليمنية التي أعلنت حظرا للسفن الإسرائيلية في أقاصي البحر الأحمر أو البحر الأبيض المتوسط أو بحر العرب والمحيط الهندي.
وأضاف أن هذه السفينة كانت قد نفذت خلال ذلك الأسبوع وما قبله عمليات نقل، وهو ما جعل الاستخبارات اليمنية ترصدها وتتابع تحركاتها وحمولاتها، ومن ثم جرت عملية استهدافها لانتهاكها قرار حظر سفن الاحتلال.
وأوضح اللواء غراب أن هذه العملية نوعية وغير مسبوقة، وأن السفينة الإسرائيلية كانت تبحر على بعد 600 ميل بحري، أي ما يعادل 1111 كيلومترا، وهي مسافة لم يسبق للقوات المسلحة اليمنية أن نفذتها على ذلك البعد، وإن كانت قد سبق وهاجمت سفنا في بحر العرب وبداية المحيط الهندي على مسافة أقل تصل إلى 600 كيلومتر، حسب كلامه.
والمفاجأة في العملية -وفقا له- أن الاستهداف جرى بصاروخ باليستي له طريقة ملاحة مختلفة عن بقية الصواريخ، فهو أرضي ينطلق خارج الغلاف الجوي ومصمم لضرب الأهداف الأرضية، وأكد أن هناك نقلة نوعية كبيرة في القدرات العسكرية اليمنية وخاصة ما تم من تطوير لتقنيات عمل هذه الصواريخ التي تستخدم لأول مرة في الحروب لاستهداف السفن الحربية أو التجارية أو ناقلات النفط.
ورأى اللواء أن استهداف السفينة الإسرائيلية “سكارليت راي” على مسافة بعيدة تتجاوز ألف كيلومتر باستخدام الصواريخ الباليستية يؤكد أن “لدى قواتنا المسلحة اليمنية القدرة على استهداف أي سفينة وفي أي نقطة في البحر الأحمر وبحر العرب وحتى البحر الأبيض المتوسط”.
خشية إسرائيلية
ومن وجهة نظره، فإن هناك “خشية لدى العدوين الصهيوني والأميركي أن تضاف هذه التقنيات إلى الصواريخ الفرط صوتية لاستهداف السفن الحربية وناقلات النفط”، وأوضح أن “لدى الولايات المتحدة تجربة سابقة في مواجهتها مع القوات اليمنية وقد انسحبت مع حاملات الطائرات وأساطيلها الحربية ولم تكن هذه القدرات الصاروخية تصل إلى هذه المسافات البعيدة”.
وبشأن من يقول ببعد البحر المتوسط عن هجمات الصواريخ اليمنية، أضاف اللواء غراب “ما يهمنا في اليمن هو الموانئ في الشرق الأوسط والمطلة على البحر الأبيض المتوسط خاصة في الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة، أو بعض الدول التي تحاول الالتفاف على قرار الحظر اليمني على السفن والموانئ الإسرائيلية”.
ويعتقد أن التقنية التي أظهرها الصاروخ الباليستي اليمني سيكون لها ما بعدها، سواء في قواعد الاشتباك أو حماية ممرات الملاحة الدولية خاصة مضيق باب المندب.

من جهته، قال الخبير العسكري في قوات أنصار الله اليمنية العميد مجيب شمسان إنها ليست المرة الأولى التي تستخدم فيها القوات المسلحة اليمنية صاروخا باليستيا لاستهداف هدف بحري متحرك.
وأشار العميد شمسان إلى أن خبراء أميركيين ذكروا لوسائل إعلام أميركية، خلال المواجهات في البحر الأحمر مع ما سُمي تحالف “حارس الازدهار” إبان حكم الرئيس الأميركي السابق جو بايدن أو خلال حملة الرئيس الحالي دونالد ترامب، أن اليمن هو الدولة الأولى التي تستخدم صواريخ باليستية لضرب أهداف بحرية متحركة.
قدرات متنامية
وأكد شمسان للجزيرة نت أن هناك العديد من أجيال الصواريخ التي من خلالها يمكن ضرب أي هدف بحري متحرك من أي محافظة يمنية، وكان خير نموذج لهذه القدرات اليمنية المتنامية هو صاروخ “حاطم 2” الذي استُخدم لاستهداف إحدى السفن اللوجستية التابعة لحاملة الطائرات الأميركية “أبراهام لينكولن” شمال شرق بحر العرب.
واعتبر أن الاستهداف الدقيق للسفينة الإسرائيلية أعطى رسالة ردع قوية “للكيان الصهيوني ومن يتواطأ معه”، وقال إن “هناك تقارير كثيرة داخل الكيان الإسرائيلي بدأت تتحدث عن قدرات الصاروخ الباليستي اليمني على مستوى الدقة والقدرة والمدى البعيد، وإن رسالة اليمن كانت واضحة بأننا حاضرون على كافة المستويات”.

وفي ما يتعلق بالحصار البحري المفروض على إسرائيل، أوضح العميد شمسان أن “عملياتنا ضد سفن الاحتلال لن تتراجع بل ستزداد وفقا لمعطيات المرحلة الرابعة التي أعلنت عنها القوات اليمنية، وكل عملياتنا سواء في البحار أو في عمق الكيان الصهيوني مرتبطة بالواقع الميداني والإنساني في قطاع غزة، وكلما صعّد العدو ضد الشعب الفلسطيني في غزة صعّدت القوات المسلحة اليمنية من عملياتها نوعا وكمّا”.
وبشأن الرد اليمني على اغتيال رئيس حكومة صنعاء وعدد من الوزراء الخميس الماضي، قال إن الرد آت وحتمي، وذلك وفقا لما صرح به رئيس الأركان اللواء محمد عبد الكريم الغماري بأن “العدو الإسرائيلي فتح على نفسه أبواب الجحيم”، ومن ثم لن يكون الرد عشوائيا ولا انفعاليا، بل “إستراتيجيا ومدروسا يحقق ويلبي الغاية التي نريدها”.