إحدى الصحف الألمانية التي أرادت كشف مخبأ برونر كانت الصحيفة الكبيرة “بيلد” التي دخلت في سجال قانوني مع المخابرات الألمانية استمر 8 أعوام، بغية الحصول على الوثائق التي توضح كيف هرب برونر؟ وإلى أين هرب؟ وما علاقة المخابرات والدولة الألمانية بكل ذلك؟.
وعندما وصلت القضية إلى المحكمة الدستورية العليا، أفرجت الشعبة الداخلية للمخابرات الألمانية في عام 2020 عن تقرير مكون من 129 صفحة وعزت تعذر الإفراج عن بقية الوثائق بإتلافها. لاحقا، قدمت المخابرات 267 صفحة إضافية، علما أنه تم في التسعينات إتلاف تقرير آخر مكون من 581 صفحة.
ومن خلال اطلاع الجزيرة نت على هذا التقرير، يتبين أن المخابرات الألمانية كانت تعرف منذ عام 1960 بأن برونر يعيش في دمشق تحت الاسم المستعار د. جورج فيشر وأنه -وفق هذا التقرير- كان على تواصل مع مخبرين يعملون مع الشعبتين الخارجية والداخلية للمخابرات الألمانية.
ولكن الأدهى تورط رئيس الشعبة الخارجية للمخابرات الألمانية حينها راينهارت غيلِن والنائب عن الحزب المسيحي الديمقراطي في البرلمان رودلف فوغل في مساعدة برونر على الهروب إلى سوريا. النائب فوغل نفى ذلك لاحقا.
ولكن كيف انتهى برونر؟
هنا تختلف رواية الكاتب إبراهيم الجبين مع كشف لافت للمجلة الفرنسية XXI التي تنقل عن 3 عناصر سابقين في المخابرات السورية تأكيدهم انتهاء برونر “مخلصا للنازية” ومعاملته من قبل المخابرات السورية بقسوة. تقول المجلة إن” برونر كان منهكا ومريضا جدا ودائم الصراخ من كثرة المعاناة (…) كانوا يقدمون له أكلا مقززا (…) لقد قضى بقية عمره حتى وفاته في عام 2001 معزولا في أحد أقبية أجهزة المخابرات السورية”.
الجبين يقول بالمقابل إن برونر وجميع الضباط النازيين الذين ساعدوا النظام السوري على بناء أنظمة القمع المختلفة “عاشوا في دمشق في أرقى الأحياء معززين مكرمين ولهذا لا أرى سببا للانتقام منهم بالطريقة التي تحدثت عنها هذه المجلة لأن النظام السوري لا يحتاج للتنكيل بهم”.