يبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ،المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية، قد دخل في طور جديد من “أطوار العظمة” مع ما يجره ذلك من صدام مفتوح مع الجميع، فالسياسي اليميني الذي تفاخر أكثر من مرة بتغيير الشرق الأوسط، لم يكتف بذلك، بل بات يعتبر العالم بأسره ساحة لمعركته الممتدة وبطولاته المتوهمة. هذه المرة ذهب في معاركه إلى شتم حلفائه التاريخيين في الغرب الذين صنعوا دولته وأقاموا مجدها.
فقد شهدت علاقات إسرائيل مع حلفائها الغربيين الأوروبيين والأستراليين مؤخرا تصدعًا واضحا على خلفية تصاعد الدعوات للاعتراف بدولة فلسطين، ورفض نتنياهو وقف حربه في غزة. ففي الجهة الفرنسية، اتهم نتنياهو الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأن اعتزامه الاعتراف بالدولة الفلسطينية في سبتمبر/أيلول المقبل يُغذّي معاداة السامية ويُضعف إسرائيل في مواجهة “إرهاب حماس”، وهو ما ردّت عليه الرئاسة الفرنسية ببيان حاد وصف تصريحاته بأنها “دنيئة” و”مبنية على مغالطات”، مؤكدة أنّ حماية اليهود الفرنسيين لا علاقة لها بالموقف من الاحتلال. وأبدت فرنسا كذلك امتعاضها من الحرب في غزة، والسياسة الاستيطانية، ورفض تسليم الأسلحة.
أما في نيوزيلندا وأستراليا، فقد بدا الشقاق أكثر وضوحا؛ إذ وصف رئيس الوزراء النيوزيلندي كريستوفر لوكسون سياسات نتنياهو بأنها تدل على أنه “فقد صوابه” بسبب التمادي في الحرب والتسبب في مآسٍ إنسانية لا تُحتمل في غزة، في حين انضمت أستراليا إلى موجة الاعتراف المرتقب بفلسطين، وقد رد نتنياهو باتهام رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز بالخيانة والضعف، فما كان من أستراليا إلا أن ردّت عبر وزير داخليتها بأن “القوة لا تُقاس بعدد من تفجرهم أو تجوّعهم”، مؤكدة أن اتخاذ موقف أخلاقي تجاه المأساة في قطاع غزة هو ما يملي السياسة الخارجية الأسترالية اليوم حتى على حساب الصداقة التاريخية مع إسرائيل.
الجذور التاريخية للتحالف الغربي الإسرائيلي
إن فهم التصدعات التي تحصل اليوم بين الغرب وإسرائيل يتطلب فهم الجذور التاريخية لهذا التحالف المتين، والذي يمتد على مدى عقود، حيث تطور بشكل كبير عبر مراحل تاريخية متعددة. ففي الفترة التأسيسية (1948- 1967)، كان الدافع الأساسي للغرب هو الشعور بالذنب التاريخي تجاه اليهود بعد المحرقة. وقد دفع هذا الشعور أوروبا إلى اعتبار الاعتراف بإسرائيل خيارا أخلاقيا قبل أن يكون سياسيا. وفي هذا السياق، كانت الولايات المتحدة سباقة في الاعتراف بإسرائيل بعد دقائق من إعلان قيامها، مما رسّخ مبدأ أن “أمن إسرائيل جزء من المصالح الحيوية للغرب”.
وشهد التحالف نقطة تحول حاسمة بعد حرب عام 1967. فالانتصار الإسرائيلي السريع والمذهل في هذه الحرب لم يعزز من مكانة إسرائيل كقوة عسكرية إقليمية فحسب، بل مهد أيضا لتحالف إستراتيجي عسكري عميق مع واشنطن. وهكذا، تحولت إسرائيل من مجرد دولة تحظى بـ”تعاطف أخلاقي” إلى لاعب عسكري-أمني أساسي يمكن لواشنطن الاعتماد عليه في إستراتيجيتها لاحتواء النفوذ السوفياتي خلال الحرب الباردة.
استمر التحالف في التطور خلال عهود الرؤساء الأميركيين كارتر وريغان وكلينتون، حيث تم ربط المعونات المالية والعسكرية الضخمة التي تتلقاها إسرائيل بتقدم عملية السلام، رغم أن هذا الدعم ظل ثابتا ومستمرا. في هذه الفترة، أيدت أوروبا بقوة مبدأ حل الدولتين كحل للصراع، لكنها ترددت دائما في الاعتراف رسميا بالدولة الفلسطينية. وكان هذا التردد نابعا من خشية الدول الغربية من الإضرار بعلاقتها الخاصة مع إسرائيل، ومن تأثير اللوبيات القوية المؤيدة لها في عواصمها المختلفة.
كيف حافظت إسرائيل على شبكة تحالفاتها الغربية؟
استطاعت إسرائيل الحفاظ على شبكة تحالفاتها الغربية القوية عبر عدة إستراتيجيات، لعل أبرزها الانخراط الأمني العميق مع الدول الغربية. فمن خلال التدريب المشترك، والتبادل المستمر للمعلومات الاستخبارية، وتقديم التكنولوجيا العسكرية المتقدمة، رسخت إسرائيل موقعها كشريك أمني لا غنى عنه في مكافحة التهديدات العالمية.
إضافة إلى ذلك، نجحت إسرائيل في اختزال الصراع بمناظير “الإرهاب”، خاصة بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001. هذه الإستراتيجية قامت على تصوير النضال الفلسطيني على أنه امتداد “للتطرف الإسلامي” العالمي، مما مكّنها من كسب دعم وتعاطف الدول الغربية التي كانت تركز جهودها على مكافحة ما يسمى الإرهاب.
ولم تتردد إسرائيل في استخدام سلاح “معاداة السامية” سياسيا، حيث تم توظيف هذا الاتهام بشكل فعال كسلاح رادع ضد أي انتقاد لممارساتها. فقد أصبح أي نقد لسياسات الحكومة الإسرائيلية يترجم مباشرة إلى اتهام بكره اليهود، مما وضع حدا للكثير من الأصوات المعارضة أو المنتقدة.
أخيرا، شكل الاختراق الناعم للنخب السياسية والإعلامية الغربية عبر جماعات الضغط، مثل أيباك (AIPAC)، عنصرا حيويا في استمرار التحالف. فمن خلال هذه المجموعات، تمكنت إسرائيل من التأثير على القرارات السياسية، وصياغة الرأي العام، وضمان استمرار الدعم المالي والعسكري من الدول الغربية.
ما الذي تغيّر اليوم؟
مؤخرا، شهدت العلاقة بين إسرائيل وحلفائها الغربيين تحولات جذرية نتيجة عدة عوامل، أبرزها حرب غزة (2023-2025) التي كانت بمثابة نقطة الانفجار. فمستويات القتل والدمار غير المسبوقة، وظهور مصطلحات مثل “الإبادة” و”التجويع” في الخطاب الأممي، وضعت الحكومات الغربية في موقف حرج. ولأول مرة منذ عقود، خرجت مظاهرات مليونية في الشوارع والعواصم الغربية لدعم الفلسطينيين، مما فرض ضغوطًا داخلية هائلة على القادة السياسيين.

بالإضافة إلى ذلك، يكمن التغيير في صعود جيل سياسي غربي جديد، فزعماء مثل الرئيس الفرنسي ماكرون، ورئيس الوزراء الأسترالي ألبانيز، ورئيس وزراء نيوزيلندا لوكسون، لا يحملون الثقل العاطفي نفسه لإرث الحرب العالمية الثانية والمحرقة. وهؤلاء القادة باتوا يرون أن مصالح بلدانهم العالمية تتضرر من الارتباط المستمر مع ما تعتبرها شعوبهم “جرائم إسرائيل في غزة”.
أخيرا، لعب سلوك نتنياهو الشخصي والتصادمي دورا كبيرا في توتر العلاقات. فقد اعتمد نتنياهو إستراتيجية “الضغط عبر الإحراج”، مستغلاً هشاشة الحكومات الغربية أمام تهمة “معاداة السامية”. لكن هذا الأسلوب، الذي كان فعالًا في الماضي، أصبح يُنظر إليه الآن في عواصم مثل باريس وكانبرا ولندن بوصفه ابتزازًا سياسيا فجًّا، مما دفع القادة الغربيين إلى التعبير عن مواقف أكثر جرأة ورفضًا لهذا السلوك.
خمسة أسباب للتوتر بين نتنياهو وقادة الغرب
تمثل التوترات العلنية بين رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو وعدد من قادة الدول الغربية، مثل فرنسا وأستراليا ونيوزيلندا، تحولًا مهما في طبيعة العلاقات التقليدية بين إسرائيل وحلفائها التاريخيين. ويمكن فهم هذه التراشقات من خلال مجموعة من العوامل المتداخلة:
أولا: تحوّل المزاج الدولي بعد حرب غزة
أدت الحرب في غزة وما صاحبها من ارتفاع هائل في أعداد الضحايا المدنيين وظهور صور المجاعة والدمار إلى خلق رأي عام غربي ضاغط على حكوماته. هذا الضغط الداخلي أجبر قادة مثل ماكرون وألبانيز ولوكسون على اتخاذ مواقف أكثر نقدية للحكومة الإسرائيلية من أجل الحفاظ على الشرعية الأخلاقية أمام شعوبهم التي باتت ترفض دعم العمليات العسكرية التي تستهدف المدنيين.
ثانيا: رفض نتنياهو لأي نقد واعتباره “خيانة” و”لا سامية”
يعتمد نتنياهو خطابًا قائمًا على معادلة ثابتة “من ينتقد إسرائيل فهو يغذي معاداة السامية”. هذا الخطاب، الذي نجح سابقًا في “ضبط” سلوك العواصم الغربية، لم يعد مقبولًا اليوم، خاصة حين يوجَّه إلى رؤساء دول كبرى، مما يعتبره هؤلاء ابتزازا سياسيًا فجا. وقد أدى هذا الأسلوب إلى نتائج عكسية، حيث أصبح القادة الغربيون أكثر جرأة في التعبير عن مواقفهم الناقدة.
ثالثا: حلّ الدولتين يتطلّب خطوة رمزية كبرى
بعد فشل المسار التفاوضي لعقود، تنامى الاقتناع الغربي بأن حلّ الدولتين يتطلّب خطوة رمزية كبرى، وعليه فقد أصبح الاعتراف بدولة فلسطين يُطرح كأداة ضغط ووسيلة لـ”إعادة التوازن السياسي” في المنطقة. وفي المقابل، يرى نتنياهو في ذلك تهديدًا إستراتيجيا لأنه يخشى أن يتحول هذا الاعتراف الرمزي إلى كرة ثلج دبلوماسية تفتح بها أبواب العقوبات والعزل السياسي لاحقًا، مما يهدد إستراتيجية حكومته.

رابعا: شخصية نتنياهو التصادمية وسياسته الداخلية
يُعد نتنياهو محاصرًا داخل إسرائيل بملفات فساد وبانتقادات لأدائه في أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. لذلك، يحتاج إلى تصعيد خارجي يُظهره كزعيم صارم وقوي. ولعلّ مهاجمة الحلفاء “الليّنين” تخدم روايته الداخلية بأن إسرائيل “مظلومة حتى من أصدقائها”، مما يساعده على تعزيز شعبيته في أوساط اليمين المتطرف.
خامسا: بروز انقسام في “معسكر الغرب”
هناك انقسام متزايد في “معسكر الغرب” بين من يعتبر إسرائيل حليفًا بلا شروط، ومن يرى أنها أصبحت عبئًا أخلاقيا وسياسيا. فبينما لا تزال الولايات المتحدة وبريطانيا داعمتين بشدة، بدأت دول كفرنسا وأستراليا ونيوزيلندا ترى أن الاصطفاف الأعمى مع إسرائيل يضر بصورتها الدولية، خاصةً مع صعود قوى أخرى مثل الصين وروسيا. هذه الانقسامات تعكس تحولًا أعمق في قواعد اللعبة الجيوسياسية، ومحاولة الغرب استعادة نفوذه الأخلاقي عالميا.
هل نحن أمام تفكك التحالف الغربي الإسرائيلي؟
لا يمكن القول إن التحالف الغربي الإسرائيلي يتفكك بالكامل في الوقت الحالي، لكن من الواضح أنه يمر بتغيير جذري. يمكن فهم هذا التغيير من خلال أبعاد مختلفة:
- البعد العسكري الأمني: هذا البعد لا يزال راسخًا جدا، خاصة مع الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا. فالدعم العسكري والتعاون الأمني بين هذه الدول وإسرائيل لم يتوقف. هذا الارتباط مبني على عقود من المصالح الإستراتيجية المشتركة، ولا تزال هذه الدول ترى في إسرائيل شريكًا أمنيا أساسيا في المنطقة.
- البعد السياسي الدبلوماسي: على عكس البعد الأمني، يشهد هذا البعد اهتزازًا جديا، خصوصًا في أوروبا الغربية. المواقف الدبلوماسية لهذه الدول بدأت تتغير، وأصبحت أكثر انتقادًا لسياسات إسرائيل، كما يتضح من قرارات كالاعتراف بالدولة الفلسطينية، وتصريحات قادتها التي تصف سلوك نتنياهو بـ”الابتزاز السياسي”. هذا التغيير يعكس ابتعادًا عن الدعم السياسي المطلق الذي كان موجودًا في السابق.
- البعد الأخلاقي الخطابي: لأول مرة منذ عقود، تخسر إسرائيل تفوقها في “المظلومية “، فالصور والتقارير القادمة من غزة، بالإضافة إلى الخطاب الأممي حول “الإبادة والتجويع”، قد أثرت بشكل كبير على الرأي العام الغربي. هذا الأمر قلل من قدرة إسرائيل على استخدام ورقة “معاداة السامية” بالفعالية نفسها، ووضعها في موقف دفاعي على الصعيد الأخلاقي أمام شعوب حلفائها.
- البعد الاقتصادي: بدأ خطر المقاطعات الشعبية والرقابة على تصدير السلاح يظهر كعامل ضغط جديد. فالحركات الشعبية في الغرب تدعو لمقاطعة المنتجات الإسرائيلية، وتطالب الحكومات بوقف بيع السلاح لإسرائيل. هذه التوجهات، على الرغم من أنها قد لا تكون مؤثرة بشكل كامل حتى الآن، فإنها تمثل تحولا محتملا في المستقبل، وقد تفرض ضغوطًا اقتصادية على إسرائيل إذا ما توسعت.
سيناريوهات مستقبلية.. إلى أين تتجه الأمور؟
يبدو أن مسار العلاقة بين إسرائيل وحلفائها الغربيين يتجه نحو تغييرات جوهرية، يمكن تلخيصها في عدة سيناريوهات مستقبلية، لعل أبرزها هو تصاعد التعارض العلني بين الطرفين، فمن المتوقع أن تستمر الدول الغربية في الاعتراف بفلسطين كخطوة رمزية لا تغير الواقع على الأرض بشكل كبير، لكنها تخدم هدفًا سياسيا أساسيا: عزل إسرائيل دوليًا ودفعها نحو حل سياسي. هذا الاعتراف سيزيد من التوتر العلني، لكنه في الوقت نفسه يعكس تحولاً في المواقف السياسية لهذه الدول.

أما السيناريو الثاني فيكمن في تحوّل العلاقة من “عاطفية” إلى “وظيفية”، إذ إن الدول الغربية قد تحتفظ بإسرائيل كحليف أمني نظرًا لدورها الإستراتيجي في المنطقة، لكنها لن تضع سمعتها الأخلاقية رهينة لسلوك الحكومة الإسرائيلية. وهذا يعني أن التعاون العسكري والاستخباراتي سيستمر، في حين ستتقلص مساحة الدعم السياسي والدبلوماسي غير المشروط، مما يجعل العلاقة أكثر عملية وأقل عاطفية.
وطبعا هناك سيناريو ثالث، وهو قيام محاولة أميركية لإعادة احتواء المسار، ففي ظل تزايد التوتر، قد تتدخل واشنطن من خلال الضغط على إسرائيل لتشكيل حكومة “أقل تطرفًا” بعد عهد نتنياهو. وقد تحظى هذه الحكومة بـ”وجه مقبول” لدى الحلفاء، ويرجح أن تكون هذه الحكومة الجديدة أداة واشنطن لإعادة توازن العلاقات والحفاظ على شبكة التحالفات الغربية متماسكة.
أما آخر هذه السيناريوهات المحتملة، فهو تشكّل كتلة دولية جديدة لـ”ردع” إسرائيل سياسيا. ففي ظل بقاء نتنياهو في السلطة مع تعنت خطابه، فقد تتشكل كتلة دولية جديدة بقيادة دول مثل فرنسا وأستراليا ونيوزيلندا وأيرلندا وإسبانيا، بدعم من الاتحاد الأوروبي. ويمكن أن تمارس هذه الكتلة ضغطًا سياسيا ودبلوماسيا على إسرائيل، مما يمنح الفلسطينيين قوة تفاوضية جديدة لم تكن متاحة لهم في السابق. وقد يفتح هذا السيناريو الباب أمام تغييرات حقيقية في ديناميات الصراع.
خلاصة إستراتيجية
لا شك في أن التراشقات الحالية بين نتنياهو والرؤساء الغربيين لا تعني نهاية التحالف الغربي مع إسرائيل، لكنها تكشف عن تشقق حقيقي في بنيته لأول مرة منذ عقود. لقد تحوّلت بعض العواصم الغربية من “شركاء داعمين” إلى “حلفاء نقديين”، فقد شكلت الحرب في غزة لحظة اختبار أخلاقي وسياسي. وقد اختار نتنياهو المواجهة العلنية بدلاً من احتواء الانتقادات، مما يفتح الباب أمام إعادة تعريف العلاقة الغربية الإسرائيلية خلال السنوات القادمة.
إن الصراع الحالي ليس مجرد خلاف دبلوماسي عابر، بل هو علامة فارقة على أن الغرب لم يعد قادرًا على تحمل تكلفة إسرائيل سياسيًا وأخلاقيا كما كان في الماضي. وستظل العلاقات قائمة ولكن ضمن معادلة جديدة من الندية والمحاسبة، في وقت يخسر فيه نتنياهو وحتى إسرائيل على المدى الطويل مكانتها التي احتكرتها منذ 1948 باعتبارها الطفل المدلل للغرب.