سارع متحدث باسم جيش الاحتلال إلى طمأنة الشارع الإسرائيلي بعد هجوم نوعي شنه مقاتلو حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على قوات وآليات إسرائيلية في مقر عسكري مستحدث جنوب شرقي مدينة خان يونس (جنوبي قطاع غزة).

وبدا هذا الخروج الإعلامي لافتا بعدما فاجأت عملية المقاومة الفلسطينية الإسرائيليين، خاصة على صعيد التنظيم الكبير لمقاتلي كتائب عز الدين القسام وقدرتهم على شن عملية عسكرية معقدة، وفق حديث الخبير في الشؤون الإسرائيلية مهند مصطفى لبرنامج “مسار الأحداث”.

وكذلك، أظهرت المقاومة الفلسطينية نجاحا في التكيف مع الواقع الميداني العسكري، في وقت يحاول فيه جيش الاحتلال التغطية على إخفاقاته، كما يقول الخبير في الشؤون الإسرائيلية.

كما أن توقيت هذه العملية العسكرية غير المسبوقة محرج للجيش والحكومة في إسرائيل، وذلك في خضم النقاش السياسي حول شرعية العملية العسكرية بغزة وليس جدواها، وما ينتظر القوات الإسرائيلية في المرحلة المقبلة.

وكان متحدث عسكري إسرائيلي قال إن 15 مقاتلا فلسطينيا “هاجموا قواتنا في خان يونس بالأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية” لافتا إلى أن الجيش رصد المسلحين أثناء خروجهم من الأنفاق في خان يونس و”تعاملنا معهم”.

وأكد وجود “سيطرة شبه كاملة” للجيش الإسرائيلي على قطاع غزة، كاشفا في الوقت عينه عن إجراء تحقيقات بشأن ما جرى في خان يونس لاستخلاص العبر.

ضربة لإسرائيل

في السياق ذاته، تضرب عملية القسام العسكرية إستراتيجية جيش الاحتلال التي ترتكز على تهجير الغزيين جنوبا وبناء “مدينة إنسانية تضم مستشفيات ميدانية” حسب الخبير العسكري العميد إلياس حنا.

كما تضرب هذه العملية العسكرية للمقاومة الفلسطينية سياسة تسطيح الأرض التي تنتهجها إسرائيل على قدم وساق في قطاع غزة لكي لا تكون ملاذا للمقاتلين الفلسطينيين.

وقد أراد جيش الاحتلال -من سرعة تعليقه- توجيه رسالة مفادها بأن عملية “عربات جدعون” الثانية لاحتلال مدينة غزة مختلفة عما جرى جنوب شرقي خان يونس، في حين قد يتعرض الجيش -وفق حنا- لمثل هذه العمليات العسكرية في أي مكان في قطاع غزة.

ويستند الخبير العسكري -في حديثه- إلى انتهاج المقاومة الفلسطينية سياسة الدفاع الإستراتيجي، مع الهجوم التكتيكي عندما يظهر لها “هدف ثمين” في حرب مدن لم يشهدها تاريخ الحروب بالعصر الحديث، مرتكزة على القتال من المسافة صفر.

وفي المقابل، أثبت هذه العملية العسكرية قدرة حماس على شن هجمات “عنيفة وفتاكة” -حسب مسؤول الاتصالات السابق بالبيت الأبيض مايكل فايفل- مستدركا بالقول إنها تصعب مهمة إسرائيل باحتلال غزة، إذ لا يزال جيشها معرضا للقتل والأسر.

وبناء على هذا المشهد، أعرب فايفل عن قناعته بأن عمليات من هذا النوع “تصعب مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى”.

وكانت صحيفة معاريف الإسرائيلية قد نقلت عن الجيش القول إن لواء خان يونس التابع لحماس يشن حرب استنزاف بعد تعلم عناصره طرق عمل الجيش، إذ ينصبون الكمائن يوميا بصورة تظهر تعمدهم استهداف قادة الوحدات.

وقالت مصادر عسكرية للصحيفة إن لدى حماس في خان يونس قوات عالية الكفاءة تشكل تحديا للجيش الإسرائيلي، مؤكدة أن محاولات العثور على هؤلاء المقاتلين والإيقاع بهم معقدة وصعبة.

وفي الإطار ذاته، نقل موقع “والا” الإسرائيلي عن مسؤولين بقيادة المنطقة الجنوبية الإسرائيلية أن هجوم حماس سبقه هجوم آخر قبل يومين، ولم يعلن عنه. وأوضحوا أن 8 مسلحين حاولوا قبل يومين أسر جنود في بيت حانون شمالا.

شاركها.
Exit mobile version