نشرت صحيفة “إزفيستيا” الروسية تقريرا للكاتبيْن رومان كريتسول وفلاديمير ماتفيف سلط الضوء على مصير الطراد النووي الثقيل “بطرس الأكبر”، وسط جدل في جدوى إصلاحه أو استثمار الأموال في بناء سفن حديثة أكثر كفاءة.

وتنظر القيادة البحرية الروسية الآن في مستقبل السفينة، التي تعد واحدة من أكبر السفن الحربية النووية في العالم، وهي جزء من مشروع 1144.4 “أورلان”، الذي يضم 3 سفن أخرى.

وتباينت آراء الخبراء العسكريين، إذ يرى بعضهم أنه يمكن استثمار الأموال المخصصة لإصلاحها لبناء عدة سفن حديثة، بينما يؤكد آخرون أن سفينة بهذا الحجم لا تزال عنصرا إستراتيجيا مهما للبحرية الروسية.

ولفت التقرير إلى أن طراد “الأدميرال ناخيموف”، وهي سفينة أخرى من نفس المشروع، استغرق إصلاحها 26 عاما، بتكلفة تجاوزت 200 مليار روبل (2.5 مليون دولار أميركي تقريبا).

وحسب التقرير، عاد طراد “الأدميرال ناخيموف” إلى الخدمة الأسبوع الماضي بعد إصلاح بدأ عام 1999، وبلغت تكلفته ضعف الميزانية الأصلية، مما أثار تساؤلات عن مصير “بطرس الأكبر”.

روسيا تمتلك ثالث أقوى بحرية في العالم بعد البحريتين الأميركية والصينية (الأوروبية)

مجازفة اقتصادية

وأكد القائد السابق للأسطول الروسي في المحيط الهادي سيرغي أفاكيانتس أن إصلاح “بطرس الأكبر” مجازفة غير مجدية، مشيرا إلى أن توجيه الأموال لبناء فرقاطات حديثة أكثر كفاءة سيعود بفوائد أكبر على البحرية الروسية، وفق التقرير.

وذكّر أفاكيانتس، أن الولايات المتحدة صنعت خلال الحرب العالمية الثانية 100 حاملة طائرات -منها 20 كبيرة و80 صغيرة- نفذت كثيرا من المهام القتالية بنجاح، مؤكدا ضرورة التركيز على الكثرة والكفاءة العسكرية بدل الاستثمار في “وحوش مكلفة”، وفق تعبيره.

واستشهد الأدميرال أفاكيانتس بالسفينة الحربية الألمانية “بسمارك” وبأكبر سفينة حربية في العالم، اليابانية “ياماتو”، مشيرا إلى أنه خلال الحرب العالمية الثانية، أغرقت هاتان السفينتان بسهولة دون تحقيق أي نجاحات عسكرية تُذكر.

وبدوره أشار إيليا كرامنيك، وهو باحث في مركز دراسة التخطيط الإستراتيجي بمعهد بريماكوف، إلى أن وضع سفينة “بطرس الأكبر” أسوأ من “الأدميرال ناخيموف” عند بداية إصلاحها، وأن إنفاق 200 مليار روبل للحصول على سفينة قد تُسحب بعد 10-15 سنة ليس قرارا حكيما اقتصاديا.

وأضاف -بما يتماشى مع رأي أفاكيانتس- أنه من الأنسب بناء أربع أو خمس فرقاطات جديدة تدوم أكثر من 40 عاما.

شاهد| وزارة الدفاع الروسية تنفذ مناورات عسكرية عبر بحار عدة

طاقة غير محدودة

ومن جهة أخرى، يرى الخبير العسكري دميتري بولتينكوف صيانة “بطرس الأكبر” ضرورة قصوى، موضحا أنه في السنوات القادمة لن تبنى سفنٌ جديدة من هذا الطراز.

وأكد بولتينكوف أن السفينة وحدة قتالية قوية، وكانت في الفترة بين عامي 2000 و2020 واحدة من أكثر السفن نشاطا في الأسطول، وتمتلك منظومة طاقة ذرية تسمح لها بالإبحار مدة غير محدودة، وهي مجهزة بصواريخ “غرانيت” فعالة.

وأشار إلى أن شركة “سيفماش” الروسية لديها الخبرة لتحديث السفينة، نظرا لخبرة الشركة في التعامل مع “الأدميرال ناخيموف” سابقا. وعليه، سيكون من الخطأ فقدان هذه المعارف والمهارات المكتسبة، وفق رأي الخبير.

وأوضح التقرير -استنادا إلى خبراء- أن صيانة “بطرس الأكبر” ستكون أقل تكلفة من إصلاح “الأدميرال ناخيموف”، التي تعطلت مكوناتها وأُعيد بناؤها تقريباً بالكامل.

وخلص الخبير العسكري والإستراتيجي فاسيلي دانديكين -الذي يؤيد إصلاح السفينة- إلى أن القرار النهائي يعود لمجلس البحرية الروسي، مشيرا إلى ضرورة الموازنة بين الفرقاطات والسفن القادرة على العمل في المحيطات، حسب التقرير.

شاركها.
Exit mobile version