نشرت مجلة ناشونال إنترسبت مقالا للصحفي سيموس مالك أفزالي المقيم في بيروت يتناول فيه خطة أميركية مثيرة للجدل لتجريد حزب الله وبقية المليشيات في لبنان من السلاح.

ويثير هذا التطور مخاوف أن تتحول الخطة إلى مقدمة لحرب أهلية جديدة في لبنان، في ظل تدخل مباشر من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بينما تقف إسرائيل بالجوار متربصة.

اقرأ أيضا

list of 4 itemsend of list

ويزعم الكاتب أن ما أعلنه رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام في السابع من أغسطس/آب المنصرم حول نزع سلاح حزب الله وجميع المليشيات الأخرى في البلاد بحلول نهاية العام،  لم يكن مبادرة لبنانية خالصة، بل جاء من واشنطن.

ووفقا له، فإن حزب الله، الذي لطالما اعتُبر أقوى من الجيش اللبناني نفسه، وجد نفسه في موقف ضعيف منذ وقف إطلاق النار مع إسرائيل في نوفمبر/تشرين الثاني 2024. فمنذ ذلك الحين، لم يتمكن من التدخل مجددا لا في غزة ولا في إيران.

ويشير أفزالي إلى أن المبعوثين الأميركيين توماس براك ومورغان أورتاغوس قادا حملة ضغط مكثفة؛ فالأول طالب بتحويل الجيش اللبناني إلى قوة “حفظ سلام لا إلى قوة هجومية” والدخول في محادثات مباشرة مع إسرائيل، في حين لم تتردد الثانية في الثناء على إسرائيل من قصر بعبدا لأنها ألحقت الهزيمة بحزب الله.

ورغم أن الصحافة العربية وصفت خطة نزع السلاح -التي أعلنتها بيروت- بأنها “ورقة أميركية”، فإن براك وزميلته أورتاغوس يروّجان لها باعتبارها طريقا لازدهار لبنان الغارق في أزمة اقتصادية، في حين يصفها مؤيدو نزع السلاح -وغالبيتهم من أنصار أحزاب ارتبطت بإسرائيل في ثمانينيات القرن الماضي- بأنها وسيلة لاستعادة لبنان قدرته على حكم نفسه.

ومع ذلك، فإن أوساطاً عليا في السلطة اللبنانية ترى أن الخطة لا تعدو كونها محاولة أميركية إسرائيلية لدفع لبنان مجددا نحو حرب أهلية مدمّرة، حسبما ورد في مقال ناشونال إنترست.

وقد أعلن الحزب رفضه القاطع للخطة، محذراً من أنه سيخوض “معركة كربلاء” جديدة إذا فُرض نزع السلاح بالقوة، في إشارة إلى المعركة التي دارت في القرن السابع وتعد الأكثر جدلا في التاريخ الإسلامي وانتهت باستشهاد  الإمام الحسين بن على بن أبى طالب رضي الله عنه.

ويفيد أفزالي بأن ثمة تقارير إخبارية تحدثت عن أن قائد الجيش اللبناني رودولف هيكل ضاق ذرعا بالضغوط الأميركية لدرجة أنه هدد بالاستقالة مفضلا ذلك على “سفك دماء اللبنانيين”.

أما الشارع، فاستطلاعات الرأي أظهرت أن غالبية اللبنانيين (58%) ترفض الخطة من دون ضمانة للتصدي لإسرائيل، في حين يرى 71% أن الجيش عاجز عن القيام بهذه المهمة، طبقا لكاتب المقال.

أفزالي: الوقف الهش لإطلاق النار مكّن إسرائيل من فرض أمر واقع في الجنوب اللبناني عبر تدمير واسع النطاق لمناطق سكنية وتعطيل الإعمار

واعتبر أفزالي أن الوقف الهش لإطلاق النار مكّن إسرائيل من فرض أمر واقع في الجنوب اللبناني عبر تدمير واسع النطاق لمناطق سكنية وتعطيل الإعمار.

واليوم تطرح واشنطن بديلا يتمثل في إنشاء منطقة اقتصادية تديرها جهة أمنية أميركية بالتنسيق مع إسرائيل، مما يثير المخاوف -برأي الكاتب- من تهجير السكان وتحويل الجنوب إلى شريط حدودي منزوع الحياة.

وأشار المقال إلى تقارير لبنانية تحدثت عن مصادرة أراضي لمشاريع طاقة وزراعة، بينما أوردت صحف إسرائيلية أن تل أبيب ترحب بالخطوة بشرط منع عودة السكان إلى مناطقهم.

وعلى الجانب الآخر، أبدت الأحزاب المناوئة لحزب الله استعدادا للسير في الخطة، بل دعت إلى عزل مناطق الحزب إذا لزم الأمر، واعتبر أحد قياديي حزب القوات اللبنانية أن التدخل الأجنبي في مصلحة لبنان.

شاركها.
Exit mobile version