أعربت عائلات الأسرى الإسرائيليين عن قلقها الشديد من إعلان الجيش الإسرائيلي الأخير عن نيّته إعادة اجتياح مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، رغم أنه اجتاحها مرتين قبل يوم الأحد الماضي وقصفها من الجو 11 مرة على الأقل.

ويعزو يوناه جيريمي بوب، محلل الشؤون الاستخباراتية بصحيفة جيروزاليم بوست، هذا القلق إلى تصريح الجيش بأنه سيعمل في مناطق لم يعمل فيها من قبل، مما أثار مخاوف من وجود أسرى إسرائيليين فيها.

وقال إن مما زاد من مخاوف تلك العائلات تجاه أي هجمات جديدة أن عملية عسكرية مماثلة في رفح جنوب غزة، أدت إلى مقتل 6 أسرى في أغسطس/آب العام المنصرم، حيث كان يُعتقد أنها خالية من أي رهائن.

وطرح “منتدى عائلات الأسرى والمفقودين” سؤالا استنكاريا على السلطات الإسرائيلية عمّا إذا كان بإمكانها التعهد بألا يتسبب الاجتياح الجديد في مقتل أسرى آخرين، حسب التقرير.

وأفادت جيروزاليم بوست بأن العائلات انتقدت نية الجيش اجتياح دير البلح مرة أخرى، محذرة من أن هذه الخطوة قد تعرّض حياة الرهائن للخطر، ومؤكدة في الوقت نفسه أنه لا ينبغي استخدام مثل هذه العمليات ورقة ضغط في مفاوضات الهدنة أو تبادل الأسرى.

احتمالان

لكن ما الأمر الذي يميز الهجوم الجديد هذه المرة؟ يجيب محلل الشؤون الاستخباراتية بالصحيفة أن هناك احتمالين على الأقل: الأول أن الغزوات السابقة لدير البلح كانت في الجانب الشرقي أو في المناطق المحيطة بها ولكنها لم تتوغل في عمق المناطق الواقعة خارج جانبها الشرقي.

وفي هذه الحالة، يمكن أن تكون مخاوف العائلات في محلها، حتى لو اجتاح الجيش الإسرائيلي المناطق القريبة ووجه ضربات جوية في المنطقة.

متظاهرون إسرائيليون يطالبون بإبرام صفقة تضمن إطلاق سراح الأسر لدى حماس (الفرنسية)

والاحتمال الثاني أن يستخدم الجيش والحكومة الإسرائيلية كلاهما عملية إعادة الاجتياح هذه نوعا من الحرب النفسية.

ويعتقد يوناه بوب في تقريره أن التهديد بالاجتياح والتوغل أكثر قد يضغط في النهاية على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) للموافقة على صفقة تبادل أخرى للأسرى.

ويزعم أنه رغم اجتياح الجيش لدير البلح من قبل، فإن تصريحه علنا عن استعداده لاجتياح “مناطق لم يعمل فيها من قبل”، قد يجعل حركة حماس لا تثق في مستقبلها إذا ما أبرمت صفقة مع إسرائيل.

شاركها.
Exit mobile version