تعود الساحة اليمنية إلى واجهة الأحداث بعد القصف الإسرائيلي الذي استهدف منشآت مدنية في صنعاء، بعد يومين من هجوم نوعي نفذته جماعة “أنصار الله” (الحوثيين) باستخدام صاروخ يحمل رأسا متفجرا قابلا للانشطار “لأول مرة”.
وقلل نصر الدين عامر نائب رئيس الهيئة الإعلامية لجماعة أنصار الله من الهجمات الإسرائيلية معتبرا الحديث عن اختراق أمني واستخباراتي أمرا مضحكا، مستدلا بالقصف الذي استهدف القصر الرئاسي المعروف ولا يحتاج جهدا استخباراتيا.
ووفق حديث نصر الله للجزيرة نت، فإن التصعيد في غزة استدعى تصعيدا حوثيا للعمليات العسكرية واستخدام أسلحة جديدة، وهذا أزعج الاحتلال الإسرائيلي ودفعه لشن غارات عدوانية، مؤكدا الاستمرار بمعركة إسناد غزة.
أما بشأن مستقبل العمليات ضد إسرائيل، فأكد المسؤول الإعلامي لجماعة الحوثيين أن الضربات الصاروخية “لن تتوقف ضد عمق العدو، ولن يرفع الحصار البحري عنه” دعما وإسنادا للمقاومة في قطاع غزة.
غارات إسرائيلية تستهدف العاصمة اليمنية #صنعاء، ووسائل إعلام تابعة لأنصار الله تقول إنها أسفرت عن قتيلين و5 جرحى في حصيلة أولية pic.twitter.com/qdGDWx1exp
— قناة الجزيرة (@AJArabic) August 24, 2025
كما تأتي عمليات الإسناد لغزة شعبيا وعسكريا من منطلقات دينية وأخلاقية وإنسانية، في حين يحاول الاحتلال الإسرائيلي ومن يقف خلفه “إيقاف هذا الإسناد والنصرة لأهل غزة”، حسب عضو المجلس السياسي لجماعة الحوثيين حزام الأسد.
لكن الاحتلال يحاول -وفق حديث الأسد للجزيرة- صناعة انتصار وهمي من خلال تصاعد ألسنة اللهب والدخان، وتصوير ذلك للداخل الإسرائيلي أملا في بعث وإحياء المعنويات بعد الترنح المتواصل في غزة.
وكذلك، يعكس القصف الإسرائيلي “حالة انهزامية تكشف الوجه القبيح لإسرائيل”، التي لا تستهدف سوى منشآت خدمية حيوية، معتبرا الحديث الإسرائيلي عن استهداف صناع القرار لدى الحوثيين “استخفافا بالعقول”.
وخلص المسؤول الحوثي إلى أن القصف الإسرائيلي فاشل، و”لا يهدف إلا لصناعة وهم من الانتصارات”، مشددا على “استحالة وقف الإسناد والنصرة لغزة” على المستويين الشعبي والعسكري، متوعدا بالرد على العدوان، وأكد أنه “لن يمر مرور الكرام”.
ووفق الأسد، فإن وقف العدوان الإسرائيلي ورفع الحصار وإنهاء تجويع أهل غزة وحده الكفيل بوقف هجمات الإسناد ضد إسرائيل، وإلا سوف تستمر “حتى لو لم نجد إلا الحجارة وذرات التراب”.
عضو المجلس السياسي لجماعة أنصار الله، حزام الأسد: الشعب اليمني يتحرك إسنادا لغزة من منطلقات دينية وأخلاقية وإنسانية، والعدو الإسرائيلي بعملياته العدوانية يحاول إيقاف هذا الإسناد أو النصرة لأهلنا في #غزة#حرب_غزة #الأخبار pic.twitter.com/q2aGXw4N2D
— قناة الجزيرة (@AJArabic) August 24, 2025
بدوره، أعرب محرر الشؤون اليمنية في قناة الجزيرة أحمد الشلفي عن قناعته بأن أهداف إسرائيل في اليمن غير واضحة، إذ لم تستهدف الغارات قيادات سياسية وعسكرية للحوثيين، كما أن إسرائيل والولايات المتحدة تواجهان عمى استخباراتيا.
لكن ما تقوم به إسرائيل يندرج في سياق عمليات الانتقام من الحوثيين وإحراجهم بعد قصف مطار صنعاء الدولي وموانئ يمنية أخرى.
ووفق الشلفي، فإن إسرائيل تريد من ضرباتها الصاروخية القول إنها عادت إلى المشهد اليمني أملا بتقديم “صورة نصر”، رغم إجماع المحللين العسكريين لديها بأن ما تقوم به غير مجدٍ.
وفي الوقت ذاته، لا يوجد أمام الحوثيين سوى الاستمرار في معركة إسناد غزة حتى النهاية، حسب محرر الشؤون اليمنية في الجزيرة.
شرح على الخريطة التفاعلية عن مواقع الاستهدافات الإسرائيلية في العاصمة اليمنية #صنعاء#الأخبار pic.twitter.com/4gXYk6tOEm
— قناة الجزيرة (@AJArabic) August 24, 2025
في المقابل، رأى محللون عسكريون في إسرائيل أن الهجوم الجديد لم يأتِ بجديد من الناحية الإستراتيجية، كما يقول مراسل الجزيرة في فلسطين إلياس كرام، إذ تستهدف الهجمات بنى تحتية مدنية ومنشآت طاقة وموانئ بحرية وغيرها.
وتركز بيانات الجيش الإسرائيلي على أن الضربات في اليمن تستهدف أهدافا مدنية لها صلة مباشرة بالأعمال العسكرية للحوثيين.
ويرى محللون عسكريون في إسرائيل أن المطلوب سلسلة من العمليات العسكرية المتواصلة بمشاركة حلفاء إسرائيل، في وقت يعتقد فيه كثيرون بأن الحوثيين نجحوا إلى حد كبير في جر إسرائيل إلى “حرب استنزاف لا تعرف كيفية الخروج منها”، وفق كرام.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد ذكرت أن تل أبيب تعاني على صعيد البيانات الاستخباراتية التي تمكنها من الوصول إلى الأهداف العسكرية الوازنة التي تنطلق منها الصواريخ باتجاه إسرائيل.