حذرت صحيفة “داون” (Dawn) الباكستانية في افتتاحية لها من أن باكستان أصبحت على مفترق طرق، قائلة إنه ولأول مرة في الذاكرة الحديثة يبدو أن الأمة تقترب من الحرب الأهلية بشكل خطير، وإنها تمزق نفسها تحت وطأة تناقضاتها الخاصة.
وقالت إن الغضب والإحباط يتزايدان ويدفعان البلاد إلى الاقتراب أكثر من أي وقت مضى من نقطة الانهيار، وهناك احتمال حقيقي للغاية أن تشهد باكستان إطلاق العنان للفوضى الكاملة إذا لم يضغط شخص ما على زر إعادة الضبط.
تباين واسع
وأشارت إلى أن كلا من رئيسي الوزراء الحالي شهباز شريف والسابق عمران خان قد تحدثا إلى جمهورهما أمس، وبدا أن كلا منهما لديه خطط متباينة للغاية حول كيفية التعامل مع التحديات التي تواجههما.
وأصدر أحدهما (شهباز شريف) إنذارا مدته 72 ساعة للقبض على جميع المتورطين في تخريب منزل قائد فيلق لاهور، متعهّدا بجعل “الإرهابيين” المتورطين في الحادث عظة لغيرهم. وحث الآخر (عمران خان) مؤيديه -خاصة النساء- على النزول إلى الشوارع اليوم للمساعدة في دعم قضيته.
ورغم ما يبدو من عدم استعداد أي من الرجلين للانفتاح على الآخر بشكل ودي -كما تقول الصحيفة- فإن ثمة فرصة الآن لذلك، إذ طالب عمران خان بإجراء تحقيق مستقل في أعمال العنف التي اندلعت عقب اعتقاله.
وفي هذا تتفق وجهات نظره مع آراء رئيس الوزراء، الأمر الذي رأت الصحيفة أنه ربما يمثل فرصة لكلا الطرفين للجلوس معا ووضع الحدود وتحديد المسؤوليات وإيجاد طريقة للمضي قدما، مشيرة إلى أن السياسة هي فن الممكن.
السلطة التنفيذية غاضبة من القضائية
ومع ذلك، تقول الصحيفة إنه قد يكون الأمر تمنيا؛ فمجلس الوزراء الفدرالي غاضب من الأحكام القضائية لصالح عمران خان، وقد شجبها بالفعل بوصفها “وصمة عار سوداء” في وجه القضاء. وسيحتج ائتلاف الحركة الديمقراطية الشعبية الحاكم أمام المحكمة العليا اليوم الاثنين مهددا بالتحول إلى مواجهة.
وقالت إن الأمر سيكون مثيرا للاهتمام أن يرى الناس كيف يواجه الاثنان بعضهما البعض في الأيام القادمة.
وحذرت أيضا من أن الاقتصاد لا يزال في حالة من الفوضى، مشيرة إلى أن هناك إدراكا متزايدا بضرورة إعادة كتابة العقد الاجتماعي من جديد.
وختمت “داون” بأن الانتخابات الحرة والنزيهة -التي تُجرى على نحو يرضي جميع الأطراف- لا تزال الخيار الأفضل في الظروف الحالية، داعية الجميع إلى إعادة النظر في ما يقومون به.