حثت إليزابيث وارين السيناتورة الديمقراطية من ماساشوستس مرة أخرى لجنة الأوراق المالية والبورصة الأميركية على التحقيق مع شركة “تسلا” ورئيسها التنفيذي إيلون ماسك ومجلس إدارة الشركة بشأن “اختلاس محتمل لموارد تسلا وتضارب المصالح الناشئ من ماسك”، وأيضا بشأن “دور ماسك المزدوج في شركتي تسلا وإكس (تويتر سابقا)”، بحسب تقرير لموقع “سي إن بي سي”.
وكانت وارن، العضوة في لجنتي الخدمات المصرفية والقوات المسلحة بمجلس الشيوخ، قد أرسلت طلبا مشابها إلى لجنة الأوراق المالية والبورصات في يوليو/تموز الماضي، ورسالة إلى روبين دينهولم رئيس مجلس إدارة شركة تسلا، تعبّر فيها عن مخاوف مماثلة في الماضي.
أبلغت وارن الوكالة الفدرالية في رسالة من ست صفحات بتاريخ 21 مارس/آذار الجاري عن مخاوف جديدة، وكتبت أن الأدلة الحديثة تشير إلى أن “مجلس إدارة شركة تسلا يفتقر إلى الاستقلال عن السيد ماسك، الذي يستخدم سيطرته على مجلس الإدارة لتحقيق مصالحه الشخصية، وليس من أجل تحقيق مصالح الشركة والمصلحة الأفضل لمساهمي تسلا”.
تشير رسالة وارن إلى حكم محكمة ديلاوير تشانسيري في يناير/كانون الثاني الماضي، حيث وجدت القاضية كاثلين ماكورميك أن إيلون ماسك كان يسيطر على شركة تسلا، وأن أعضاء مجلس إدارتها “انتهكوا واجباتهم الائتمانية عندما منحوا ماسك خطة تعويضات أسهم لا يمكن فهمها بقيمة 55.8 مليار دولار”.
وأشارت وارن إلى أن سعر سهم تسلا انخفض بنحو 30% منذ بداية العام حتى الآن.
وكتبت وارن في رسالتها “لقد أثارت تصريحات ماسك وأفعاله الأخيرة مخاوف جديدة بشأن تضارب المصالح، وإعادة توجيه موارد تسلا إلى شركات السيد ماسك الخاصة”، في إشارة إلى مطالبة ماسك بنسبة 25% من قوة التصويت على تسلا.
ولم يستجب مارتن فيشا نائب رئيس علاقات المستثمرين في تسلا، وروهان باتل نائب الرئيس للسياسة العامة وتطوير الأعمال لطلبات التعليق. ولا تحتفظ شركة تسلا بفريق علاقات عامة تقليدي في أميركا الشمالية.
ونشر ماسك -وهو أيضا الرئيس التنفيذي لشركة سبايس إكس، وكبير مسؤولي التكنولوجيا ومالك منصة إكس، ومؤسس شركات “إكس إيه آي” (xAI) و”نيورالينك” (Neuralink) و”ذا بورنغ كو” (The Boring Co)- تعليقا حول وارن على منصة التواصل الاجتماعي الخاصة به، ردا على تصريحات السيناتورة.
وقال ماسك “المستشار الاقتصادي والضريبي الرئيسي للسيناتورة كارين هو والد إس بي إف (SBF). أظن أن هذا الحديث يأتي منه”، وكان ماسك قد أطلق على وارن لقب “السيناتورة كارين” في منشوراته السابقة، بحسب التقرير.
و”إس بي إف” هو اختصار سام بانكمان فرايد، الذي أدين في عام 2023 بسبع تهم جنائية فيما يتعلق بانهيار شركته للعملات المشفرة “إف تي إكس” (FTX) وصندوق التحوط “ألميدا ريسيرش” (Alameda Research) في عام 2022.
ووقع والد سام، الباحث القانوني في جامعة “ستانفورد” جوزيف بانكمان، على خطاب لدعم تشريع وارن المقترح لعام 2016 والذي يهدف إلى تبسيط قانون الضرائب الأميركي، ويقال إنه قدم لها المشورة بشأن التشريع.
وأكد متحدث باسم مكتب وارن أن بانكمان لم يكن له أي دور.
صرح متحدث باسم هيئة الأوراق المالية والبورصات لـ”سي إن بي سي” عبر البريد الإلكتروني يوم الخميس بأن رئيس الوكالة غاري جينسلر “سيرد على أعضاء الكونغرس مباشرة”، وليس عبر البيانات العامة أو الصحفية.
وكان ماسك قد اشتبك مع هيئة الأوراق المالية والبورصات بشكل متكرر على مر السنين، حيث اتهم المنظمون الماليون الفدراليون ماسك بالاحتيال في الأوراق المالية المدنية بعد أن غرد في عام 2018 بأنه كان يستكشف صفقة خاصة لشركة تسلا بسعر 420 دولارا للسهم الواحد وكان لديه “تمويل مضمون” للقيام بذلك. وتسببت تغريدات ماسك في توقف تداول أسهم تسلا، وأدت إلى تأرجح سعر سهم الشركة لأسابيع.
وتحقق هيئة الأوراق المالية والبورصات الآن فيما إذا كان ماسك، أو أي شخص آخر، قد ارتكب عمليات احتيال في الأوراق المالية في عام 2022 عندما بدأ في شراء الأسهم في تويتر قبل استحواذه على الشركة بالرافعة المالية.
وتأخر ماسك في تقديم الإفصاح المطلوب حول استثماره الأولي في تويتر، قبل أن يحول الشركة إلى شركة خاصة ويعيد تسميتها إلى “إكس كورب” (X Corp).
ومن شأن تحقيق آخر بشأن تسلا وماسك أن يزيد من التوترات بين الوكالة وواحد من أغنى أغنياء العالم على الورق.
ويوم الخميس، أغلقت أسهم تسلا على انخفاض بمقدار نقطة واحدة خلال اليوم عند 172.82 دولارًا، لكنها ارتفعت قليلا بعد ساعات.