تعمل شركة “فاكولتي إيه آي” (Faculty AI) على تطوير تكنولوجيا الطائرات الحربية بدون طيار، وهي شركة بريطانية ناشئة تعمل مع الحكومة في مشاريع الذكاء الاصطناعي في قطاعات مختلفة، منها الصحية والتعليمية بالإضافة إلى الطائرات بدون طيار، وفقا لصحيفة غارديان.
وقد برزت شركة “فاكولتي إيه آي” بوصفها إحدى أكثر الشركات بيعا لخدمات الذكاء الاصطناعي في المملكة المتحدة، وعلى عكس الشركات الأخرى مثل “أوبن إيه آي” و”ديب مايند” و”أنثروبيك”، فإنها لا تطور النماذج بشكل مستقل بل تركز على إعادة بيع النماذج وتقديم الاستشارات بشأن استخدامها في الحكومة والصناعة.
وتتعاون شركة “فاكولتي إيه آي” مع شركة “هادين” (Hadean) الناشئة لتطوير تقنيات تتبُّع هوية الهدف وتتبُّع الحركة وتنظيم حركة أسراب الطائرات بدون طيار المستقلة.
ورفضت الشركة الكشف عما إذا كانت مشاريعها تشمل أنظمة حربية مستقلة بحجة السرية، وأكد مُتحدث باسم الشركة أنها تُركز على حلول دفاعية آمنة ومتينة، وفقا لمعايير أخلاقية صارمة.
وقال المتحدث باسم الشركة إن لديهم خبرة تمتد لعقود في مجال سلامة الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك مكافحة الاعتداء الجنسي على الأطفال والإرهاب.
وعام 2023، دعا مجلس اللوردات الحكومة البريطانية إلى وضع معاهدة أو اتفاقية غير ملزمة لتوضيح تطبيق القانون الإنساني الدولي في ما يتعلق بالطائرات الحربية بدون طيار، ومن جهته دعا حزب الخضر سبتمبر/أيلول الماضي لسن قوانين تحظر أنظمة الأسلحة المستقلة بالكامل.
وتعمل شركة “فاكولتي إيه آي” بشكل مباشر مع “أوبن إيه آي” لاستخدام نموذج “شات جي بي تي”، رغم أنها لم تذكر نماذج الشركات التي اختبرتها، ولكن يُشاع أنها اختبرت نموذج “أوبن إيه آي أو 1” قبل إصدارة.
وقد أبدى الخبراء مخاوف بشأن احتمال وجود تضارب في العمل الذي قامت به شركة “فاكولتي إيه آي” مع معهد سلامة الذكاء الاصطناعي البريطاني “إيه آي إس آي” (AISI).
وقالت ناتالي بينيت إحدى أعضاء حزب الخضر: “لقد أعرب حزب الخضر لفترة طويلة عن قلقه البالغ بشأن (الباب الدوار) بين الصناعة والحكومة، مما أثار قضايا خطيرة مثل انتقال موظفي شركات الغاز الذين يعملون في قطاع الطاقة التابع لوزارة الدفاع إلى شركات الأسلحة”، حسب غارديان.
وأشارت بينيت إلى أن الحكومة البريطانية لم تلتزم بشكل كامل بضمان إشراك الإنسان في أنظمة الأسلحة المستقلة حسبما أوصت لجنة اللوردات.
وتسعى “فاكولتي إيه آي” لتعزيز روابطها مع الحكومية البريطانية، إذ فازت بعقود تصل قيمتها إلى 26.6 مليون جنيه إسترليني، حسب الإفصاحات الحكومية، وتشمل عقودا مع الصحة الوطنية والرعاية الاجتماعية ووزارة التعليم والإعلام والرياضة.
وحذر ألبرت سانشيز غرايلز، أستاذ القانون الاقتصادي في جامعة بريستول، من أن المملكة المتحدة تعتمد على ضمير شركات التكنولوجيا في تطوير الذكاء الاصطناعي، وقال “من الضروري على الشركات الداعمة لـ(إيه آي إس آي) أن تتجنب تضارب المصالح مع الجهات الحكومية أو الأعمال التجارية في مجال الذكاء الاصطناعي”.
وأضاف أن الشركات التي تمتلك مثل هذه المحافظة الواسعة من أنشطة الذكاء الاصطناعي مثل “فاكولتي إيه آي” يجب أن تقدر إجابات حول ضمان اتباع نصائح وإرشادات “إيه آي إس آي” وكيفية منع استخدام تلك المعرفة في الأنشطة الأخرى.