أصدر القضاء العراقي الإثنين أحكامًا بالسجن تتراوح بين ثلاثة وعشرة أعوام لرجل أعمال ومسؤولين سابقين وموظفين حكوميين لتورطهم في سرقة 2,5 مليار دولار من أمانات ضريبة.
وكانت القضية المعروفة باسم “سرقة القرن” قد أثارت ضجة إعلامية في خريف 2022 كواحدة من أكبر السرقات في بلد يستشري فيه الفساد.
وكشف النائب العراقي مصطفى جبار سند على شبكات التواصل الاجتماع أنه حُكم غيابيًا على ثلاثة رجال هم أبرز وجوه القضية فيما العدد الإجمالي للمدانين هو 13 بينهم عشرة متهمين من الهيئة العامة للضرائب “بين مدير عام ومعاونه وموظفين بدرجات صغيرة ومتوسطة”.
كما نقلت وكالة فرانس برس عن مصدر قضائي أن بعضًا من هؤلاء العشرة موقوفون، دون تقديم تفاصيل إضافية.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2022، كشفت الهيئة العامة للضرائب أن مبلغ 2,5 مليار دولار سُحب بين سبتمبر/ أيلول 2021 وأغسطس/ آب 2022 من مصرف “الرافدين” الحكومي، عبر 247 صكًّا ماليًا حرّرت إلى خمس شركات قامت بصرفها نقدًا مباشرة.
السجن عشر سنوات لرجل أعمال
وأصدرت محكمة جنايات الكرخ المتخصصة بمكافحة الفساد الإثنين عدة أحكام بالسجن في هذه القضية، حسبما أورد بيان مقتضب صادر عن مجلس القضاء الأعلى العراقي.
وجاء في البيان أن المحكمة “حسمت بصدور أحكام بالسجن عشر سنوات بحق المتهم نور زهير” وهو أبرز المتهمين في الفضيحة.
وكان رجل الأعمال أوقف في أكتوبر/ تشرين الأول 2022 ثم أفرج عنه بكفالة في الشهر التالي بعدما ردّ للدولة ما يزيد قليلًا على 125 مليون دولار من أصل أكثر من مليار دولار “اعترف” بأنه أخذها. وتعهّد بأن يُعيد المبلغ المتبقّي.
تورط مستشار سابق لرئيس الوزراء
ونهاية أغسطس/ آب، أصدر القضاء العراقي أمرًا بالقبض عليه بعد أيام من ظهوره في مقابلة تلفزيونية، وكذلك على هيثم الجبوري وهو نائب سابق ومستشار سابق لرئيس الوزراء.
وتحدث الإعلام العراقي في ما بعد عن تعرّض زهير لحادث سير في لبنان.
كذلك حُكم الإثنين على الجبوري بالحبس ثلاث سنوات في إطار القضية نفسها.
وكان مصدر قضائي قال لوكالة فرانس برس في أغسطس/ آب إن السلطات فقدت أثر الجبوري الذي توقّف “لعدة أشهر” عن تسديد مبالغ لا يزال يتعين عليه سدادها للدولة بعدما أعاد مبلغ 2,6 مليون دولار من أموال وُجدت في حسابه.
كما حُكم على المدير السابق لمكتب رئيس الوزراء رائد جوحي المقيم حاليًا خارج العراق، بالسجن ستة أعوام مع “عدد من الموظفين المشتركين بالجريمة” لم يكشف البيان أسماءهم.