رجّحت مصادر لبنانية وإسرائيلية، أن يُعلن كل من الرئيسين الأميركي والفرنسي قريبًا عن موافقة تل أبيب على اتفاق لوقف إطلاق النار.
وبينما بدأ الكابينت الإسرائيلي اجتماعًا بعد ظهر اليوم للتصديق على الاتفاق وفق إعلام عبري، قالت القناة 12 الإسرائيلية إن من المتوقع أن يدخل وقف إطلاق النار مع لبنان حيز التنفيذ غدًا بين الرابعة فجرًا والسادسة صباحًا.
إلى ذلك، قال وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن أي خرق للاتفاق المحتمل مثل إعادة التسلح في الجنوب سيدفع إسرائيل إلى التصرف “بحزم”، على حد تعبيره.
ووفقًا لمراسل التلفزيون العربي في حيفا أحمد درواشة، فهناك عدة نقاط ضعف في الاتفاق المحتمل من وجهة نظر إسرائيل، منها أنه لا ينص على “حقها” بإقامة منطقة عازلة في جنوب لبنان.
وكانت إسرائيل تصرّ خلال الأسابيع القليلة الماضية على إنشاء منطقة عازلة بعرض 10 كيلومترات أو 12 كيلومترا، وهي مساحة تماثل مدى الصواريخ المضادة للدروع التي يطلقها حزب الله من تلك المنطقة باتجاه إسرائيل.
وقال مراسلنا إن هذا ما لم يتضمنه الاتفاق المحتمل، ويشكّل مصدر إحراج للحكومة الإسرائيلية، لا سيما وأنها وعدت المستوطنين الذين نزحوا من مناطق الشمال بـ”تأمين عودتهم وتحصينهم مستقبلًا من صواريخ حزب الله”.
ضمانات أميركية لا ينص عليها الاتفاق
أما نقطة الضعف الثانية من وجهة نظر إسرائيل، بحسب مراسلنا أحمد درواشة، فهي عدم النص بشكل محدد على ما تعتبره إسرائيل “حقها” بحرية الحركة والقصف داخل الأراضي اللبنانية.
وقال مراسلنا إن كل ما حصلت عليه تل أبيب هو ضمانات أميركية لم يتم تضمينها في الاتفاق، بـ”حق إسرائيل” بتوجيه ضربات استباقية ضد حزب الله في حال كان يستعد للقيام بهجوم. ولا تتطرق هذه الضمانات إلى ما تراه “حقها” في القيام بعمليات عسكرية لمنع الحزب من إعادة التسلّح.
وفيما يتعلق بنقطة الضعف الثالثة، أفاد مراسلنا بأنها ذات صلة بصلاحيات لجنة الإشراف على تنفيذ الاتفاق، وعدم النص على قيامها بإجراءات على الأرض لمنع حزب الله أو المواجهة معه، وهو ما أثار غضب تل أبيب.
جهود دولية مكثفة
وكانت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة قد كثّفت جهودها في الأيام الأخيرة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
واعتبر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل اليوم أنه “لا عذر” لإسرائيل لرفض وقف إطلاق النار.
بدوره، قال الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي: “نعتقد أننا بلغنا هذه النقطة حيث أصبحنا قريبين” من التوصل إلى اتفاق، لكنه قال إن المحادثات لم تنته بعد.
هدنة 60 يومًا وانتشار للجيش اللبناني
وذكر موقع أكسيوس أن الطرفين يتجهان نحو التوصل إلى اتفاق على أساس مشروع أميركي يقضي بهدنة مدتها 60 يومًا؛ ينسحب خلالها حزب الله والجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان لينتشر فيه الجيش اللبناني.
ويتضمن النص الذي قدمه المبعوث الأميركي آموس هوكستين إلى الطرفين الأسبوع الماضي، إنشاء لجنة دولية لمراقبة تنفيذه، بحسب أكسيوس الذي أشار إلى ضمانات أميركية بأن تدعم واشنطن الرد العسكري الإسرائيلي في حال شنّ حزب الله هجمات.
ويستند الوسطاء إلى قرار مجلس الأمن الدولي 1701 الصادر عام 2006، والذي ينص على أن ينتشر في جنوب لبنان الجيش اللبناني وجنود قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفل).
من جهته، حذّر إيتمار بن غفير وزير الأمن القومي والحليف اليميني المتطرف لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الإثنين، من أي اتفاق لوقف النار، مشددًا على أنه سيكون “خطأ كبيرًا”.