شهد معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة ومصر اليوم الجمعة احتشاد آلاف المصريين، رفضًا لتهجير الفلسطينيين خارج بلادهم، وسط تواصل توافد حشود أخرى من محافظات عدة.
وكانت أحزاب سياسية مصرية قد دعت لوقفات شعبية أمام معبر رفح للتعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني، ورفض محاولات تهجيره أو النيل من حقوقه المشروعة.
وشهدت مناطق متفرقة في مصر تحرك حافلات تقل أعدادًا كبيرة من المشاركين نحو محافظة شمال سيناء، حيث رفع المتظاهرون شعارات منها “لا لتهجير الشعب الفلسطيني” و”لا لتصفية القضية الفلسطينية”، إلى جانب أعلام مصر وفلسطين، وفق المركز الفلسطيني للإعلام.
مظاهرات عند معبر رفح رفضًا لتهجير الفلسطينيين
وقالت قناة “النيل” للأخبار الحكومية: إن “حشودًا شعبية تتوافد إلى معبر رفح للتعبير عن رفضها لمخططات التهجير القسري للفلسطينيين”.
وأفاد مراسل التلفزيون العربي أحمد حسين، بأن “المئات من المصريين، لا سيما من القاطنين في مدينتَي الشيخ زويد والعريش القريبتين، توافدوا منذ الصباح إلى معبر رفح الحدودي”.
وأضاف أن المتظاهرين جاؤوا للتعبير عن رفضهم لتصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي دعا إلى تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر والأردن.
وتداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورًا ومقاطع فيديو تظهر الأعداد الكبيرة المتجهة إلى معبر رفح، في خطوة وصفت بأنها تعبير عن رفض شعبي واسع لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين أو المساس بحقوقهم المشروعة.
من جهته، أكد النائب المصري سيد سمير، عضو اللجنة العامة بمجلس النواب، أن الشعب المصري يُظهر اليوم، من خلال الحشود الغفيرة التي تجمعت أمام معبر رفح، وحدة وطنية غير مسبوقة في دعمه للقضية الفلسطينية ورفضه لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم.
ومساء الخميس، شهدت محافظات مصرية عديدة منها البحيرة، وكفر الشيخ، والغربية، وبور سعيد، والإسماعيلية، والشرقية، والقليوبية، وبني سويف، فعاليات رافضة لتهجير الفلسطينيين قبل توجه المشاركين إلى معبر رفح، بحسب وسائل إعلام محلية ومقاطع فيديو بمنصات التواصل.
رفض مصري لمخططات التهجير
وكان ترمب قد دعا في 25 يناير/ كانون الثاني الجاري، إلى تهجير فلسطينيي قطاع غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، متذرعًا بـ”عدم وجود أماكن صالحة للسكن في قطاع غزة”، الذي أبادته إسرائيل طوال أكثر من 15 شهرًا.
وأكدت القاهرة رفضها القاطع لتهجير الفلسطينيين من بلادهم، وذلك وفق بيان للخارجية المصرية الأحد، وكلمة لرئيس مجلس النواب حنفي جبالي الإثنين، وكلمة لوزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي بمجلس حقوق الإنسان الثلاثاء.
والأربعاء، شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في مؤتمر صحفي بالقاهرة على أن “ترحيل أو تهجير الشعب الفلسطيني ظلم لا يمكن أن نشارك فيه”، مؤكدًا عزم بلاده على العمل مع ترمب للتوصل إلى سلام قائم على حل الدولتين.
وأضيفت إلى ذلك، مواقف رافضة لمقترح ترمب من جهات عدة، بينها الأردن والعراق وفرنسا وألمانيا، وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، والأمم المتحدة.