أتم اتفاق التهدئة في غزة يومه السادس عشر، دون أن تبدأ المباحثات بشأن المرحلة الثانية حسبما نصت عليه المرحلة الأولى.
ولم يرسل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وفدًا لبدء المفاوضات، وقد أعلن مكتبه أمس الأحد، أن اللقاء الذي سيعقده نتنياهو في واشنطن مع المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، سيكون الانطلاقة لهذه المباحثات.
وكانت دولة قطر قد استبقت دخول اليوم السادس عشر من الاتفاق بدعوة وجهها رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، طالب خلالها بضرورة بدء محادثات المرحلة الثانية في موعدها المقرر الإثنين.
لقاء نتنياهو بترمب
مقابل الموقف الإسرائيلي، أكد مصدران قياديان في حركة حماس خلال تصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية، أن الحركة أبلغت الوسطاء استعدادها للبدء في مباحثات المرحلة الثانية وجاهزيتها لتطبيق بنود الاتفاق.
حركة حماس ما انفكت تؤكد كذلك أن الاحتلال يتلكأ في تنفيذ مسار الإغاثة والإعمار، الذي نص عليه اتفاق التهدئة، في سياق عرقلته تطبيق الملحق الإنساني من الاتفاق، فضلًا عن تهربه من التزاماته بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، وهو ما أكد عليه مكتب الإعلام الحكومي في غزة أيضًا.
في خضم ذلك تتجه الأنظار إلى لقاءات مرتقبة في واشنطن سيعقدها نتنياهو مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب وكبار المسؤولين في إدارته بشأن ملفات عدة؛ أبرزها مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق التهدئة مع المقاومة.
في السياق عينه، نقل موقع أكسيوس الأميركي عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة مرهون بنتائج اجتماع ترمب ونتنياهو.
وسبق أن دعا ترمب خلال الأيام الماضية إلى تهجير أهالي قطاع غزة، كما أطلق تصريحات لافتة ربط خلالها مباحثاته مع نتنياهو بمباحثات أخرى أكثر اتساعًا وشمولًا، حيث قال: “إن هناك تقدمًا في المحادثات بشأن الشرق الأوسط مع إسرائيل ودول أخرى”.
“موقف أكثر صلابة”
وضمن هذا السياق، قال إياد القرا، الكاتب والباحث سياسي، إن “نتنياهو يريد تأجيل إرسال الوفد كي يبني على لقائه ترمب اتخاذ موقف أكثر صلابة.
وأشار في حديث إلى التلفزيون العربي من خانيونس، إلى أن “المرحلة الثانية مهمة بالنسبة لنتنياهو في ظل الضغط الداخلي من جانب اليمين الإسرائيلي المتطرف”.
واعتبر في الآن عنيه أن نتنياهو يريد تقييم المرحلة الأولى قبل الانتقال إلى المرحلة الثانية، وهي الأصعب بالنسبة لإسرائيل.
ورأى أن الذهاب إلى المرحلة الثانية هو اختبار بالنسبة لرئيس وزراء الاحتلال في ما يتعلق بالائتلاف الحكومي وإذا ما سيستمر.
“نتنياهو سينصاع لترمب”
من جانبه، اعتبر أمير مخول، الباحث السياسي والخبير في الشأن الإسرائيلي، أن “نتنياهو سينصاع لما يمليه ترمب، إذ ليس لديه متسع كبير للمناورة السياسية”.
وأردف في حديثه للتلفزيون العربي من حيفا، أن ترمب لا يستطيع أن يضع ترمب في موازاة الوزيرين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، ولمن تكون الغلبة بينهم، ولا يستطيع التنصل من الرأي العام الإسرائيلي بأن يتراجع عن الصفقة في هذه المرحلة.
وعليه، رأى من الصعوبة بمكان أن يتنصل نتنياهو من الاتفاق، وإذا كان هناك قرار حاسم إسرائيليًا بالتراجع عن الصفقة فسيتم ذلك من خلال تحميل حماس المسؤولية من خلال وضع شروط للمرحلة الثانية لا يمكن تقبلها.
“ترمب يريد المضي بالصفقة”
بدوره، رأى ريتشارد ويتز، مدير معهد التحليل السياسي والعسكري في معهد هدسون، أن “ترمب وإدارته والمبعوث ويتكوف يريدون استمرار هذه العملية”، لافتًا إلى أن “الرئيس الأميركي يعتبر هذا الأمر انتصارًا شخصيًا، حيث تمكن من ضمان السلام في المنطقة”، وفق تعبيره.
وأشار في حديثه للتلفزيون العربي من واشطن، إلى أن الولايات المتحدة ستضغط للمضي قدمًا تجاه المرحلة الثانية.
وأضاف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي قد لا يعجبه هذا الأمر، لكنه لن يتراجع.