أبلغت إسرائيل الولايات المتحدة أنها غير ملتزمة باتفاق وقف إطلاق النار بغزة وتبادل الأسرى الذي صيغ خلال ولاية الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، وأنها تريد فقط إطلاق سراح جميع أسراها لدى حركة حماس “في مرحلة واحدة كبيرة”، حسب صحيفة “هآرتس” العبرية.
وفي 19 يناير/ كانون الثاني الماضي بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين “حماس” وإسرائيل، يتضمن ثلاث مراحل تمتد كل منها 42 يومًا، مع اشتراط التفاوض على المرحلة التالية قبل استكمال المرحلة الجارية.
غير أن إسرائيل تتنصل من تنفيذ استحقاقات المرحلة الأولى من الاتفاق، حيث سبق أن قالت حركة حماس إنها أحصت عدة خروقات إسرائيلية للاتفاق، إلى جانب ذلك، فإن تل أبيب تماطل في بدء التفاوض بشأن المرحلة الثانية، والذي كان مفترضًا أن ينطلق في 3 فبراير/ شباط الجاري.
إسرائيل تبلغ واشنطن بعدم التزامها باتفاق غزة
وقالت صحيفة “هآرتس”: إن “وزير الشؤون الإستراتيجية والممثل الشخصي لـ(رئيس الحكومة بنيامين) نتنياهو في الولايات المتحدة رون ديرمر، التقى مع المبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف مرتين في فلوريدا، وكانت هذه هي الرسالة: إسرائيل غير ملتزمة بالخطة المكونة من ثلاث مراحل لإدارة (الرئيس الأميركي السابق جو) بايدن، حتى لو وقعت عليها”.
وتابعت: “خطة نتنياهو، كما قدمها ديرمر لويتكوف، هي: إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين في مرحلة واحدة كبيرة، وحماس ستستقبل السجناء في المقابل”.
وبحسب الصحيفة، فإنه إذا لم يتحقق مطلب نتنياهو هذا بإطلاق سراح الأسرى فإنه سيلجأ إلى الخطة “باء”.
وأوضحت أن الخطة باء نسخة من “خطة الجنرالات”، حيث ستعود إسرائيل إلى الحرب المكثفة، وتنشئ مناطق إيواء للمدنيين، وستسمح بتوزيع الغذاء من قبل المنظمات الدولية في هذه المناطق وحدها.
وتتعارض هذه الخطة مع ما قاله ويتكوف، الأحد، لوسائل إعلام أميركية: “نتوقع أن المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار في غزة ستمضي قدمًا”.
وقالت الصحيفة: “في واقع الأمر، بالنسبة إلى نتنياهو لا توجد مرحلة ثانية”.
ما مصير المرحلة الثانية؟
وتقضي المرحلة الثانية من الاتفاق بإنهاء الحرب والانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة إضافة إلى تبادل الأسرى.
وبحسب صحيفة “هآرتس” فإن “نتنياهو ينتظر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجديد، إيال زامير، لتولي منصبه وصياغة خطة مفصلة”، حيث من المقرر أن يتسلم مهامه في 6 مارس/ آذار القادم خلفًا لهرتسي هاليفي.
وقالت: “سيتم هدم جميع المباني في مدينة غزة ومخيمات اللاجئين وسط قطاع غزة وخانيونس حتى أساساتها – سواء من الجو أو من الأرض”، دون ذكر المزيد من التفاصيل حول ذلك.
وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل تدير المفاوضات بشأن إطلاق سراح بقية أسراها بغزة مع الولايات المتحدة وفق “تكتيكات” نتنياهو التي تتلخص في “التوصل إلى اتفاق مع إدارة ترمب، التي ستمارس بدورها ضغوطًا ستشعر بها حماس، وفي قطر ومصر، يراقبون ويتابعون التطورات باهتمام كبير”.
ولفتت إلى أن حماس التي تريد “لسكان القطاع أن يقضوا رمضان هادئًا دون حرب لا تنوي إطلاق سراح جميع الأسرى، بل تريد الاحتفاظ ببعضهم كأوراق مساومة للتوصل إلى اتفاق شامل”.
وبحسب نتنياهو وعائلات الأسرى في غزة، فإن هناك 63 أسيرًا إسرائيليًا ما زالوا في غزة نصفهم تقريبًا ليسوا على قيد الحياة ولكن قسمًا كبيرًا منهم من الجنود.
إلى ذلك، تماطل إسرائيل في الإفراج عن الدفعة السابعة من الأسرى الفلسطينيين الذين كان من المقرر إطلاق سراحهم السبت، مقابل إفراج حماس عن 6 أسرى إسرائيليين أحياء في ذات اليوم، و4 جثامين الخميس.
والإثنين، أعلن وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين، 4 شروط لبدء المرحلة الثانية، حيث قال لهيئة البث العبرية (رسمية): “لإسرائيل 4 شروط قبل الانتقال إلى المرحلة الثانية، وهي الإفراج عن جميع المخطوفين (الأسرى الإسرائيليين)، وإبعاد (حركة) حماس من قطاع غزة، ونزع سلاح القطاع، وسيطرة إسرائيل عليه أمنيًا”.
والأحد، أعلن المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، أنه سيصل إلى المنطقة الأربعاء، لبحث إطلاق المرحلة الثانية من الاتفاق، وإمكانية تمديد المرحلة الأولى.