نشرت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” الأربعاء، فيديو يشير للخطر الذي يداهم الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة جراء القصف الإسرائيلي المستمر على القطاع، معتبرة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي انقلب على اتفاق وقف إطلاق النار.
ومنذ استئنافها الإبادة الجماعية بغزة في 18 مارس/ آذار، قتلت إسرائيل حتى الأربعاء 830 فلسطينيًا، وأصابت 1787 آخرين، معظمهم أطفال ونساء، وفق وزارة الصحة بالقطاع.
وكثفت إسرائيل جرائم إبادتها الجماعية بغزة بشن غارات عنيفة على نطاق واسع استهدفت المدنيين، في هجمات تعد أكبر خرق لاتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة في يناير/ كانون الثاني الماضي.
حماس تحذر من مصير مجهول للأسرى
وقالت حركة حماس في الفيديو: إن “استمرار الحرب يساوي مصيرًا مجهولًا للأسرى”، مرفقة ذلك بمشاهد للقصف العنيف على غزة، ومشاهد أخرى نشرتها كتائب القسام سابقًا لأسرى إسرائيليين لديها وهم يتوسلون حكومتهم لإيقاف الحرب.
وأضافت حماس خلال المشاهد: “(رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو مجرم الحرب الذي لا يشبع من الدماء وأول ضحاياه أسراه”، و”نتنياهو سعى لهندسة مفاوضات شكلية للمماطلة وكسب الوقت”.
وتابعت: “نتنياهو استأنف حرب الإبادة ضد المدنيين العزل في قطاع غزة، وانقلب على اتفاق وقف إطلاق النار الذي وقع عليه”.
ووجهت حماس كلمة للاحتلال الإسرائيلي قائلة: “وحشيتكم باتت خطرًا داهمًا على أسراكم”، و”العودة للمفاوضات تساوي الإفراج عن الأسرى”.
كما أوردت الحركة صورة لقتلى من الأسرى الإسرائيليين الذين قتلوا جراء الغارات الإسرائيلية العنيفة على القطاع.
مظاهرات في بيت لاهيا للمطالبة بوقف الحرب
في غضون ذلك، تظاهر عدد من الفلسطينيين في منطقة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة لليوم الثاني، مطالبين بوقف الحرب.
ورفع المتظاهرون لافتات تطالب بوقف القصف والدمار، مرددين هتافات مناهضة لحركة حماس.
وفي تصريح خاص للتلفزيون العربي، قال عضو المكتب السياسي لحماس باسم نعيم إن: “الاحتجاجات في غزة متوقعة وهناك أطراف تسعى لحرف مسار المظاهرات”.
وأضاف نعيم أن هناك محاولات لحرف مسار المطالب الشعبية لصالح أجندات حزبية ضيقة”.
وكانت فصائل فلسطينية حذرت في وقت سابق الأربعاء، الفلسطينيين في قطاع غزة من محاولة استغلال معاناتهم تحت وطأة حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية “للتحريض على المقاومة”.
وجاء في بيان لفصائل العمل الوطني والإسلامي (تضم الفصائل باستثناء حركة “فتح”)، بعنوان “لترتفع الأصوات عالًيا بوقف حرب الإبادة و إنهاء الحصار”: “نتابع التحركات الشعبية الصارخة والغاضبة في وجه حرب الإبادة وفي وجه مخططات التهجير وفي وجه الحصار الشامل وإغلاق المعابر، مؤكدة على “دعم هذه التحركات الشعبية، والوقوف مع المطالب الشعبية بوقف الحرب وفتح المعابر”.
وأضافت الفصائل: “نراهن على وعي شعبنا وإدراكه التام بما يخطط له الاحتلال من وراء إطالة أمد الحرب، ورفض التعامل مع الوسطاء، ونقض اتفاق وقف إطلاق النار”.
نتنياهو يجري مشاورات بشأن الحرب على غزة
إلى ذلك، يجري رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء الأربعاء، مشاورات أمنية حول حرب الإبادة الجماعية بقطاع غزة والمفاوضات الرامية إلى تبادل الأسرى مع حركة حماس.
وبنهاية 1 مارس/ آذار 2025 انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة حماس إسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير/ كانون الثاني 2025، بوساطة مصرية قطرية ودعم أميركي.
وبينما التزمت حماس ببنود المرحلة الأولى، تنصل نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، من بدء المرحلة الثانية، استجابة للمتطرفين في ائتلافه الحاكم، وفق إعلام عبري.
وقالت هيئة البث العبرية الرسمية: “يجري نتنياهو الآن (الساعة 18:30 توقيت غرينتش) مشاورات أمنية حول الحرب في غزة ومفاوضات صفقة إعادة المختطفين”.
وأضافت أن “المشاورات تدور حول مستقبل القتال في غزة المستمر منذ نحو أسبوع، بعد انتهاء وقف إطلاق النار”.
ونقلت الهيئة عن مصادر إسرائيلية لم تسمها أن “الحكومة تخطط لعمليات أكثر عدوانية بغزة، تشمل توسعًا كبيرًا في العمليات البرية”.
كثفت إسرائيل جرائم إبادتها الجماعية بغزة بشن غارات عنيفة على نطاق واسع – غيتي
وتابعت أنه تم إخطار الوزراء في المجلس الوزاري الأمني والسياسي المصغر (الكابينت) باجتماع في الساعة الثامنة والنصف مساء السبت المقبل، لاتخاذ قرارات بشأن الخطوات الإسرائيلية المتوقعة في غزة.
وذكرت الهيئة، أن المفاوضات حول استئناف وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى “لا تزال عالقة”، فيما تدفع مصر دون جدوى نحو مقترح لإطلاق سراح 5 أسرى إسرائيليين مقابل وقف إطلاق النار لنحو شهرين.
الخطوة التالية في الحرب
من جانبها، قالت القناة “12” العبرية: “على خلفية استمرار القتال في غزة وعدم إحراز تقدم في المفاوضات، تعقد (حاليًا) مشاورات أمنية مصغرة في مكتب رئيس الوزراء، لاتخاذ قرار بشأن الخطوة التالية في الحرب”.
ويشارك في المشاورات إلى جانب نتنياهو كل من وزير الأمن يسرائيل كاتس، ورئيس الأركان إيال زامير، وكبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية، وفق القناة.
ومتفقة مع هيئة البث، قالت القناة إنه “جرت في الأيام الأخيرة محاولات عديدة لدفع المفاوضات إلى الأمام، وخاصة من الجانب المصري، لكنها باءت بالفشل”.
وحذر مسؤولون إسرائيليون مطلعون في حديث للقناة من أنه “لم يعد لدى المختطفين (الأسرى الإسرائيليين) وقت، وحماس ليست قريبة من تقديم تنازلات إضافية”.
ويريد نتنياهو أن تطلق “حماس” مزيدًا من الأسرى الإسرائيليين، دون أن ينفذ التزامات المرحلة الثانية، ولاسيما إنهاء حرب الإبادة وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة بشكل كامل، وهو ما ترفضه الحركة.
وذكرت القناة أن مشاورات نتنياهو الأمنية الراهنة تناقش نقطتين رئيسيتين هما: “القتال في القطاع وإعادة تحريك المفاوضات”.
وتابعت: “طوّر الجيش خططًا لزيادة الضغط على حماس وتحريك المفاوضات، مع الاستمرار في استهداف كبار قادة الحركة”.
و”بناء على ذلك توصي المؤسسة الأمنية بتوسيع السيطرة على المناطق في غزة، عبر الاستيلاء على مناطق في شمال وجنوب القطاع، للضغط نحو تحريك المفاوضات”، وفق القناة.