أعلن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الأربعاء أن الولايات المتحدة ستنظر في طلبات روسيا بهدف التوصل إلى وقف لإطلاق النار مع أوكرانيا في البحر الأسود، منبهًا إلى أن التوصل لاتفاق سلام بين الطرفين سيستغرق وقتًا.
وفي محادثات منفصلة مع موفدين أميركيين في السعودية، وافقت روسيا وأوكرانيا على تعليق الضربات في البحر الأسود، وسط جهود يبذلها الرئيس الأميركي دونالد ترمب من أجل وضع حد للحرب.
وقال الكرملين الأربعاء إن إحياء مبادرة ضمان أمن عمليات الشحن عبر البحر الأسود ممكن “بعد تحقيق عدد من الشروط”، لافتًا إلى أن روسيا تجري مناقشات مع الولايات المتحدة لرفع العقوبات الأميركية المفروضة عليها.
التوصل لاتفاق سلام بين أوكرانيا وروسيا “سيستغرق وقتًا”
وخلال مؤتمر صحافي في جامايكا، قال روبيو: “لن يكون الأمر بسيطًا. سيستغرق وقتًا. ولكن على الأقل نحن على هذا المسار ونتحدث عن هذه الأمور”.
وأضاف روبيو: “سنجري تقييمًا لذلك. يشمل بعض من هذه الشروط عقوبات لسنا الجهة التي فرضتها. إنها تخص الاتحاد الأوروبي”.
وأشار إلى أن المفاوضين الأميركيين سيعقدون اجتماعًا، و”من ثم سنعرض ذلك على الرئيس الذي سيتخّذ لاحقًا قرارًا بشأن الخطوة التالية”.
وتابع روبيو: “أعتقد أنه أمر جيّد أن يكون الأوكرانيون والروس يتحدّثون عن هدنات”، سواء اقتصر ذلك على منشآت الطاقة أو امتد إلى البحر الأسود.
وكان روبيو دعا روسيا في وقت سابق إلى القبول من دون شروط مسبقة بمقترح هدنة لمدة 30 يومًا، وافقت عليه أوكرانيا.
في الأثناء، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأربعاء أنه لا يزال “من المبكر جدًا” الحديث عن رفع العقوبات التي فرضت على موسكو إثر هجومها على أوكرانيا، موضحًا أن هذا الأمر سيبقى رهن “خيار روسيا التزام القانون الدولي”.
وإذ تطرق في حضور نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى القوات التي تنظر دول أوروبية عدة في نشرها في لأوكرانيا في حال التوصل إلى اتفاق سلام، أكد الرئيس الفرنسي أن لديه “مقاربة سلمية”، مشددًا على أن هذه الفرق لن تتوجه “إلى الجبهة للقتال”.
كما أعلن ماكرون عن مساعدة عسكرية إضافية لأوكرانيا بقيمة ملياري يورو.
وفي وقت سابق اليوم، أشاد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بالاتفاق المعلن من الولايات المتحدة بشأن هدنة في البحر الأسود بين أوكرانيا وروسيا، بحسب الناطق باسمه ستيفان دوجاريك.
وقال دوجاريك خلال مؤتمر صحافي إن “التوصّل إلى اتفاق حول حرّية الملاحة في البحر الأسود لضمان حماية السفن المدنية ومنشآت المرافئ سيشكّل إسهامًا حاسمًا في الأمن الغذائي العالمي وسلاسل الإمدادات”.
الشروط الأوروبية لرفع العقوبات
من جهته، أكد متحدث باسم الاتحاد الأوروبي الأربعاء أن الانسحاب “غير المشروط” للقوات الروسية من “كامل أراضي” أوكرانيا هو أحد الشروط الرئيسية لرفع العقوبات الأوروبية على روسيا أو تخفيفها.
وقال المتحدث: إن “إنهاء العدوان الروسي غير المبرر في أوكرانيا والانسحاب غير المشروط لكل القوات العسكرية الروسية من كامل أراضي أوكرانيا هما شرطان أساسيان لتعديل العقوبات أو رفعها”.
وتطالب روسيا برفع هذه العقوبات ولو جزئيًا كشرط مسبق لأي تطبيق للاتفاقات التي تم التوصل إليها في ختام مباحثات عقدت الثلاثاء في الرياض برعاية الولايات المتحدة مع وفدين روسي وأوكراني بشكل منفصل.
وبناء عليه، تطالب روسيا برفع عقوبات عدة، وخصوصًا تلك التي فرضت على مصرفها الزراعي “روسيلخوزبنك” وتؤثر على تمويل صادراتها الزراعية.
من جانبها، أعلنت الولايات المتحدة الثلاثاء أنها ستدعم تصدير المنتجات الزراعية والأسمدة الروسية.