يواصل الرئيس الأميركي دونالد ترمب حملته الشرسة على الوكالات والمؤسسات الحكومية في بلده، ويسعى من جهة لإغلاقها أو تفكيكها وتقليص أعداد الموظفين فيها، ومن جهة أخرى الاستيلاء على سلطتها.
ولم تمض 3 أسابيع منذ توليه منصبه، ليعلن ترمب عن خطط لخفض الوظائف الحكومية وإغلاق مؤسسات، مثل وزارة التعليم، والوكالة الأميركية للتنمية الدولية.
ترمب يسيطر على المؤسسات الأميركية
والأسبوع الماضي، تطرق الرئيس الأميركي إلى خططه لاستهداف مركز كينيدي، أحد أبرز المراكز الثقافية والفنية في واشنطن، في إشارة منه إلى أنه سيقود العصر الذهبي للثقافة الأميركية.
وبالفعل يترأس اليوم ترمب مركز كينيدي، المسرح الوطني الرسمي للولايات المتحدة، وإحدى المؤسسات الفنية الرائدة في البلاد، التي تتمتع بدعم من الحزبين لسنوات، وذلك بعد أن طرد وأقال أعضاء سابقين في المركز.
وقال المركز في بيان: إن “مجلس أمنائه، الذي شغله في الآونة الأخيرة، أشخاص معينون قبل ترمب، انتخبه رئيسًا وعين ريتشارد غرينيل مديرًا مؤقتًا. ليحل اليوم ترمب محل الملياردير ديفيد روبنستاين، رئيسًا لمركز كينيدي”.
وخلفت خطوة الاستيلاء السريعة من جانب ترمب وحلفائه على مؤسسة ثقافية في واشنطن، تفاعلًا كبيرًا على وسائل التواصل الاجتماعي.
من جهته، قال الكاتب بيلو: “كان من المفترض أن يكون مركز كينيدي للاحتفال بالفن والثقافة، وليس مسرحًا آخر لتدخل ترمب الأناني.
ويتابع: “ترمب يسمم كل شيء يلمسه، والفنون هي آخر ضحاياه”.
أما BEN، فيرى يرى أن الديمقراطية تتآكل في أميركا مع كل منعطف، حسب وصفه
صحافية تحرج إيلون ماسك
ولم ينته الجدل المرتبط بقرارات وتعيينات ترمب، فالجدل حول اختيار ترمب، إيلون ماسك، لتولي قيادة “وكالة الكفاءة الحكومية” الجديدة، للواجهة من جديد.
فما الذي حدث؟
في مؤتمر صحافي مرتجل، عقده الرئيس ترمب الثلاثاء، في البيت الأبيض، وفي مفارقة خلطت بين الجغرافيا والسياسة، كشف إيلون ماسك، عن أول اعتراف علني بخطأ في عهد إدارة ترمب الجديدة.
وكان ماسك قد تفاعل مع تصريحات، للبيت الأبيض بشأن إرسال الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، واقيات ذكرية بقيمة 50 مليون دولار إلى غزة، وكتب في منشور على “إكس”: “غيض من فيض.. أعتقد أن الكثير من هذه الأموال انتهى بهذا الأمر في جيوب حماس، وليس في الواقيات الذكرية”.
ماسك خلال الإحاطة الصحفية، وقف بجانب ترمب، وهو يحمل ابنه على كتفه، وهناك وجهت صحفية سؤالًا له بخصوص تصريحاته تلك.
وخلفت هذه الحادثة تفاعلًا كبيرًا على وسائل التواصل الاجتماعي، إذ كتب الصحافي مالكييت سينغ: “غزة أم موزمبيق؟ تذكير بأن الحقائق مهمة، حتى في المناقشات رفيعة المستوى. ولكن هل كان هذا خطئًا بسيطًا؟ أم أنه يكشف عن تضليل أعمق؟”.
أما الكاتب باري والدو، فعلق على حضور ابن ماسك خلال الإحاطة الصحفية وقال: “لمعلوماتكم، ليس من المقبول أبدًا، استخدام الأطفال دعاية سياسية… إظهار طفلك أمام كاميرات الأخبار، لتظهر بمظهر هو أمر ليس مقبولًا”.
وقالت كاي ماري: “قد يكون من الأفضل أن يتحقق ماسك من معلوماته، قبل نشرها. هناك أشخاص حقيقيون يتأثرون بتصريحاته غير الصحيحة”.
من جهته، قال محمد علي حيث: “كان البيت الأبيض فيما مضى، مسرحًا محكم الحبكة، يعتليه ممثلون بارعون، يتقنون فن ارتداء الأقنعة وتقمص الأدوار. أما اليوم، فقد تحول هذا المسرح إلى سيرك صاخب، بعد ما ضاعت البراعة، وحل محلها الهزل الصريح”.