كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن نادي الاتحاد فتح خط مفاوضات مع اسمين تدريبيين لم تفصح المصادر عن اسميهما على أن يتم حسم أحد الملفات في فترة التوقف القادمة، ليخلف أحدهما الفرنسي لوران بلان المقال من منصبه السبت.
وقدم نادي الاتحاد الشكر لبلان، وجهازه المساعد، على ما قدموه خلال الفترة الماضية، ومتمنياً لهم التوفيق في مسيرتهم المقبلة.
وأكد النادي في بيان رسمي أن مجلس الإدارة قد قرر تكليف حسن خليفة مدرباً للفريق الأول بشكل مؤقت، إلى جانب المدرب إيقان كاراسكو المدير الفني لفريق تحت 21 عاماً، وذلك إلى حين إتمام التعاقد مع جهاز فني جديد يقود الفريق في المرحلة المقبلة.
وشددت إدارة الاتحاد على أن هذه الخطوة تأتي في إطار سعيها لمواكبة طموحات النادي وتحقيق مستهدفاته بما يلبي تطلعات جماهيره الوفية.
وتعاقد الاتحاد مع بلان في يوليو (حزيران) 2024 الماضي ونجح فيه قيادته للفوز بلقب الدوري السعودي في الموسم الماضي حيث قاده في 34 مباراة فاز في 26 مواجهة وتعادل في 5 مباريات وخسر في ثلاث وسجل الاتحاد 79 هدفاً فيما استقبلت شباك الفريق 35 هدفاً.
كما نجح في قيادته للفوز بكأس الملك بعد تجاوز العين في دور الـ32 و الجندل في ثمن النهائي والهلال في ربع النهائي والشباب في دور الأربعة والقادسية في النهائي.
وكان الاتحاديون قد عاشوا صدمة ظهور فني باهت غير مسبوق لفريقهم، وهو يخوض الكلاسيكو الجماهيري الكبير أمام النصر، ليختتم الليلة الحزينة بخسارة دقَّت ناقوس الخطر في الموسم الجديد تحت قيادة المدرب الفرنسي.
كان بلان قد واجه الصحافيين بعد اللقاء بتصريحات وصفها البعض بالمنطقية، وآخرون وصفوها بالصادمة بحق الفريق البطل عندما تحدث عن أسباب الخسارة قائلاً: «لقد واجهنا فريقاً أفضل من فريقنا… هذه هي الحقيقة التي لا تودون سماعها».
هذا التصريح لم يكن الأول من نوعه للمدرب، ففي الموسم الماضي وفي الجولة نفسها تحدث بلان إلى الصحافة عندما خسر الكلاسيكو أمام الهلال في الرياض، وقال حينها: «الهلال أقوى من الاتحاد»، وبعد مرور الجولات في الموسم الماضي استذكر بلان ذلك التصريح بأنه «حقيقة في وقتها، والفريق استطاع العمل لتطوير جوانب النقص وتجاوز الهلال فنياً». هذا النوع من الإجابات الصريحة الصادمة لم يكن مستغرباً من المدرب الفرنسي الذي أجاب عن سؤال يتعلق بسوء الجوانب الدفاعية قائلاً: «هذا الأمر ليس مفاجئاً لي، أعرف أن لدينا مشكلات دفاعية، وسبق أن تحدثت بذلك، ولكن ليست لديَّ حلول».
ثم أضاف بعد ذلك: «هل تعرف ما الظروف التي نعاني منها؟ لدينا عديد من الإصابات، ولدينا في مقاعد البدلاء لاعبان فقط هما: أحمد شراحيلي، واللاعب الشاب ياسين جابر».
جانب الإعداد البدني والجهاز الطبي في الاتحاد وصفه بعض المقربين من النادي بأنه لا يعمل بكفاءة عالية على الرغم من الإنفاق المالي الكبير الذي يحظى به النادي في القسم الخاص بكرة القدم والفريق الأول، إلا أن الفريق يظهر بدنياً بشكل محيِّر، واجتاحت الإصابات المختلفة صفوف الفريق وجميعها «إصابات عضلية»، وهذا الأمر لا يعد جديداً على الفريق؛ ففي الموسم الماضي كانت الإصابات العضلية هي العنوان الرئيسي لسلسلة متكررة شملت معظم أعضاء الفريق.
في هذا الموسم حتى نهاية الجولة الرابعة، عانى مهند الشنقيطي وكريم بنزيمة وحسام عوار من الإصابات على مستوى العضلة الخلفية، فيما أكمل حسن كادش ما يزيد على 3 أشهر في مرحلة التأهيل والتعافي بعد إصابته مع المنتخب السعودي في الكأس الذهبية الصيف الماضي.
لوران بلان بعد سؤال «الشرق الأوسط» عن الإصابات المتكررة وعدم عودة المصابين سريعاً، قال: «الإصابات جزء من كرة القدم، ولكن نحن نلعب كل 3 أيام مباراة، وغالبية الإصابات في الجانب الدفاعي، وهذا أثَّر علينا، ولم نملك العديد من الحلول، أيضاً كادش إصابته في المنتخب، وما أعلمه أنه في طور التأهيل».
كان بلان قد خسر المواجهة الأولى على ملعب الإنماء منذ قدومه إلى الاتحاد في الموسم الماضي، حيث انتصر في 17 مواجهة على مستوى الدوري وتعادل في مواجهة وحيدة أمام الأخدود.
هذه الأرقام استشهد بها المدرب الفرنسي عندما سُئل عن خطر الإقالة، إذ قال: «هل هذا السؤال جيد؟ لكن سأجيب… هذه الخسارة الأولى منذ فترة طويلة، آخر 18 مباراة على ملعبنا انتصرنا في 16 مواجهة وتعادلنا مرة واحدة وهذه أول خسارة، أنا مستغرب من هذا السؤال ويجب عليك مراجعة النتائج».
كريم بنزيمة، قائد الفريق، يعتقد أن الخسارة أمر وارد الحدوث، مفضلاً الهدوء في الفترة القادمة ومواصلة العمل، إذ كان هو اللاعب الوحيد الذي صرّح لعدد من وسائل الإعلام المختلفة بعد المواجهة، وقال في مجمل حديثه: «كانت المواجهة صعبة، والنصر ظهر أفضل منا كفريق، ولكن لا توجد مشكلة في هذا، نحن ما زلنا في بداية الموسم، علينا مواصلة العمل».