شنّ الجيش الإسرائيلي اليوم السبت غارات استهدف خلالها عددًا من قرى وبلدات جنوب لبنان، ما أسفر عن شهيدين وعدد من الجرحى.
ويأتي هذا القصف بعد فترة قصيرة من إعلان تل أبيب أن الجيش الإسرائيلي سيرد بقوة على عملية إطلاق قذائف صاروخية من لبنان تجاه مناطق بالشمال، صباح السبت.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: إنه “أصدر أمرًا بشن ضربات على عشرات الأهداف في لبنان ردًا على إطلاق الصواريخ”.
إسرائيل تشن غارات على جنوب لبنان
وفي التفاصيل، قال الجيش الإسرائيلي في بيان مقتضب على إكس، إنه يهاجم أهدافًا لحزب الله في جنوب لبنان.
وكانت وزارة الأمن الإسرائيلية قد أعلنت أن الجيش سيشن غارات ضد عشرات المواقع في لبنان ردًا على قصف المطلة.
رئاسة الوزراء الإسرائيلية من جهتها، ذكرت أن نتنياهو ووزير الأمن يسرائيل كاتس أوعزا للجيش بالتحرك بقوة في لبنان.
وفي الأثناء، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية سقوط شهيدين و8 جرحى في غارة للاحتلال الإسرائيلي على بلدة تولين جنوبي البلاد.
من جهته، أفاد مراسل التلفزيون العربي بأن الجيش الإسرائيلي شنّ سلسلة غارات استهدف خلالها مرتفعات إقليم التفاح ومحيط بلدة مرجعيون جنوبي لبنان.
وفي السياق عينه، قالت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان: إن “غارتين إسرائيليتين استهدفتا بصليا في منطقة جزين وبركة الجبور في كفرجونة جنوبي لبنان”.
وأضافت الوكالة أن الاحتلال استهدف بغارات مرتفعات جبل صافي وأطراف كفرحونة والجبل الرفيع وبلدتي سجد وعين قانا جنوبي لبنان.
وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية عن سقوط جريحين جراء اعتداءات للاحتلال الإسرائيلي على بلدة كفركلا.
عون: ما يحدث في الجنوب اعتداء متماد على لبنان
سياسيًا، أدان الرئيس اللبناني جوزيف عون، محاولات استدراج بلاده مجددًا إلى دوامة العنف، واصفًا ما حدث اليوم في الجنوب بأنه “اعتداء متماد” على لبنان.
وقال عون في بيانه: “ما حصل اليوم في الجنوب، وما يستمر هناك منذ 18 شباط (فبراير) الماضي، من عدم التزام بحرفية اتفاق وقف النار، يشكل اعتداء متماديًا على لبنان وضربًا لمشروع إنقاذه الذي أجمع عليه اللبنانيون”.
وفي سياق متصل، ناشد الرئيس اللبناني جميع أصدقاء لبنان التنبه “لما يحاك ضده من أكثر من طرف معاد”، على حد تعبيره.
ودعا أيضًا القوى المعنية في الجنوب اللبناني كافة، لا سيما لجنة المراقبة المنبثقة عن اتفاق نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، والجيش إلى متابعة ما يحصل بجدية قصوى لتلافي أي تداعيات وضبط أي خرق أو تسيّب يمكن أن يهدد البلاد، بحسب المصدر ذاته.
وفي وقت سابق السبت، حذر رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام من مخاطر جر البلاد لحرب جديدة إذا تجددت العمليات العسكرية على الحدود الجنوبية.
وكان وزير الأمن الإسرائيلي قد هدد بأن تكون المطلة مقابل العاصمة اللبنانية بيروت، قائلًا في بيان أن “أي إطلاق للنيران على المطلة، سيقابل بقصف إسرائيلي للعاصمة اللبنانية وليس فقط لمناطق إطلاق النيران بجنوب لبنان”.
من جانبها، قالت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في الجنوب اللبناني “اليونيفيل”: “لا يزال الوضع هشًا للغاية ونشجع الطرفين على الوفاء بالتزاماتهما”.
وحثت “اليونيفيل” في بيان، جميع الأطراف بشدة على الامتناع عن اتخاذ أي خطوة قد تعرض التقدم المحرز للخطر.
إلى ذلك، أكد الجيش اللبناني في بيان أن وحداته العسكرية تستمر في اتخاذ التدابير اللازمة لضبط الوضع في الجنوب.
وقال الجيش اللبناني: “فككنا 3 منصات صواريخ بدائية الصنع في المنطقة الواقعة شمال نهر الليطاني بين بلدتي كفرتبنيت وأرنون”.
ومنذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر 2024، ارتكبت إسرائيل 1091 خرقًا له، ما خلّف 84 شهيدًا و284 جريحًا على الأقل، استنادًا إلى بيانات رسمية لبنانية.
وكان من المفترض أن تستكمل إسرائيل انسحابها الكامل من جنوب لبنان بحلول فجر 26 يناير/ كانون الثاني الماضي، وفقًا لاتفاق وقف إطلاق النار، لكنها طلبت تمديد المهلة حتى 18 فبراير/ شباط الماضي.
ورغم مضي فترة تمديد المهلة، واصلت إسرائيل المماطلة بالإبقاء على احتلالها 5 تلال داخل الأراضي اللبنانية على طول الخط الأزرق، دون أن تعلن عن موعد رسمي للانسحاب منها.