زار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي -يوم الاثنين- مقرّ قيادة الجبهة الشرقية في الجيش الأوكراني، وذلك بعد ساعات من إعلان بلاده السيطرة على بلدة “ريفنوبل” جنوبي دونيتسك شرقي البلاد. وبينما أعلنت روسيا اعتراض طائرات “تجسس” بريطانية فوق البحر الأسود، قرر الاتحاد الأوروبي زيادة المساعدات العسكرية لأوكرانيا 3.5 مليارات يورو.
والتقى زيلينسكي خلال زيارته الثانية له إلى المنطقة بعد سيطرة مجموعة فاغنر على باخموت في 17 مايو/أيار الماضي، قادة الجبهة الشرقية والقوات المتمركزة فيها، معربا عن أمله بتحقيق النصر على الجبهة.
وأشار زيلينسكي أنه تواصل مع مجموعة من الجنود في محطة وقود بدونيتسك دون تحديد الموقع بدقة، وتضمنت زيارته تكريم عدد من الجنود في تجمع القوات العملياتية والإستراتيجية قرب زاباروجيا.
وفي وقت سابق الاثنين، قالت هانا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكراني إن قوات بلادها استرجعت بلدة ريفنوبل الواقعة على بعد 100 كيلومتر جنوب غرب دونيتسك، في منطقة تشنّ فيها القوات الأوكرانية هجوما، حيث استعادت عدّة قرى بعد قرابة أسبوعين من القتال.
وبدعم من المساعدات العسكرية الغربية، استعاد الجيش الأوكراني في هذه المرحلة قرابة 10 مواقع، معظمها على الجبهة الجنوبية، حيث يحاول اختراق الدفاعات الروسية، ولا تزال الخطوط الرئيسية تبعد عدة كيلومترات.
ووفق محللين عسكريين، فإن الجيش الأوكراني يشنّ هجوما منذ أسابيع في 3 اتجاهات رئيسة: جنوب أوريخيف باتجاه توكماك في مقاطعة زاباروجيا (جنوب شرق)، وفي محيط ريفنوبل غير بعيد عن فوغليدار، وأيضا على الجبهة الشرقية في محيط باخموت (دونيتسك أيضا).
من جانبه، قال وزير الدفاع البريطاني بن والس إن القوات الأوكرانية تمكنت خلال حملتها العسكرية الصيفية من استعادة مساحة أراض أكبر مما “احتلته” روسيا أثناء حملتها الهجومية في فصل الشتاء الماضي.
وأضاف الوزير أثناء جلسة مساءلة في البرلمان البريطاني أن القوات الأوكرانية تحقق تقدما تكتيكيا ثابتا وتدريجيا، مقابل افتقار روسيا إلى القوات الكافية على أرض المعركة.
نهر دنيبرو
وأفاد موقع “ريبار” العسكري الروسي بأن وحدات أوكرانية استطاعت الوصول إلى موطئ قدم عند الضفة اليسرى لنهر دنيبرو، في مقاطعة خيرسون جنوب شرقي أوكرانيا.
وتداول ناشطون صورا، قيل إن مُسيّرة روسية وثقتها، وتظهر إطلاق آليات روسية النار بكثافة عند شاطئ الضفة اليسرى من النهر، بالقرب من جسر أنطونوف.
ورفض المسؤول الإعلامي للجيش الأوكراني في خيرسون التعليق على هذا التطور، وقال، ردا على سؤال للجزيرة، إن قرار القوات الأوكرانية بهذا الخصوص هو التزام الصمت.
وتقع سيطرة القوات الأوكرانية على الضفة اليمنى لنهر دنيبرو، في حين تسيطر القوات الروسية على الضفة اليسرى في مقاطعة خيرسون.
ونفى حاكم خيرسون الموالي لروسيا أن تكون القوات الأوكرانية سيطرت على الضفة اليسرى من النهر، مشيرا إلى أن مجموعات صغيرة أوكرانية حاولت مرات عدة خلال الأيام الثلاثة الماضية عبور النهر بالقوارب، إلا أن القوات الروسية استهدفتها ودمرتها.
من ناحية أخرى، أفاد رئيس الإدارة العسكرية في خيرسون بأن الجيش الروسي استهدف المنطقة بذخيرة حارقة محظورة، ما أسفر عن مقتل شخص وجرح 7، واندلاع حرائق في مدينة خيرسون والبلدات المحيطة بها.
وقالت المتحدثة باسم قيادة عمليات الجنوب الأوكرانية ناتاليا هومينيوك إن القوات الروسية استخدمت صواريخ “كاليبر”، ومسيّرات، في قصفها لأوديسا جنوب غربي أوكرانيا، مضيفة أن القوات الأوكرانية أسقطت جميع المسيّرات والصواريخ المستخدمة في الهجوم.
من ناحية أخرى، أفاد موقع “ريبار” العسكري الروسي بأن الدفاعات الجوية الروسية أسقطت مسيّرة حاولت مهاجمة مستودع شركة “روسنفت” النفطي جنوب مقاطعة كورسك الحدودية مع مقاطعة خاركيف الأوكرانية.
اعتراض طائرات بريطانية
وفي موضوع متصل، اعترضت طائرتان روسيتان من طراز “سوخوي27” طائرات تجسس بريطانية فوق البحر الأسود، أثناء اقترابها من الحدود الروسية.
وقالت وزارة الدفاع الروسية -في بيان الاثنين- إن وسائل التحكم بالأجواء الروسية رصدت فوق مياه البحر الأسود 3 أهداف جوية تقترب من الحدود الروسية، بحسب ما نقلت قناة روسيا اليوم.
وأضاف البيان أنه لتحديد هوية الأهداف الجوية ومنع انتهاك حدود روسيا الاتحادية، تم إرسال زوج من مقاتلات “سوخوي27” من قوات الدفاع الجوي إلى المكان. وحددت المقاتلات الروسية الأهداف الجوية على أنها طائرة استخبارات إلكترونية من طراز “آر سي135” (RC135) ومقاتلتا تايفون من طائرات سلاح الجو الملكي المتعددة المهام.
وذكرت الوزارة أنه عند اقتراب المقاتلات الروسية، استدارت الطائرات العسكرية الأجنبية وحلقت مبتعدة عن حدود الدولة الروسية.
دعم أوروبي
وفي سياق متصل، قالت وكالة الأنباء الألمانية إن الاتحاد الأوروبي قرر زيادة المساعدات العسكرية لأوكرانيا 3.5 مليارات يورو.
من جانبه، أعلن مفوّض السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في ختام اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد في لوكسمبورغ، إقرار حزمة مساعدات بقيمة 3.5 مليارات يورو لأوكرانيا، ولتغطية جهود السلام في أفريقيا والبلقان ودول أخرى.
وأكد بوريل أن الاتحاد درّب 34 ألف جندي أوكراني، وأن دفعات أخرى ستخضع للتدريب في الفترة المقبلة.
ظهور شويغو
وقالت وزارة الدفاع الروسية، في بيان لها اليوم الاثنين، إن شويغو تفقد مركز القيادة الأمامية لقوات الغرب في ما سمتها منطقة العملية الخاصة بأوكرانيا، من دون أن تحدد متى تمت الزيارة.
وأضافت الوزارة أن وزير الدفاع بعد اطلاعه على تقرير قائد المجموعة العقيد يفغيني نيكيفوروف حول الوضع الحالي وطبيعة تحركات القوات الأوكرانية وأداء المهام القتالية من قبل القوات الروسية بشكل رئيسي، كلف المجموعة وقيادتها بمواصلة الاستطلاع النشط بهدف الكشف عن الخطط الأوكرانية والحؤول دون تنفيذها.
وبحسب وكالة الأنباء الألمانية، فإن مدونين عسكريين روسا قالوا إن المقطع المصور الذي يظهر زيارة شويغو لمناطق العمليات بأوكرانيا التقط قبل تمرد شركة فاغنر الأمنية الروسية.
وفي سياق منفصل، ذكرت وكالة الأنباء الألمانية أن الاتحاد الأوروبي قرر زيادة المساعدات العسكرية لأوكرانيا بـ3.5 مليارات يورو. وجاء ذلك خلال اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ.
وكان منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل قال، في وقت سابق اليوم، إن الدول الأعضاء وافقت على زيادة الدعم العسكري الذي تقدمه لأوكرانيا.