بعد غياب دام سبعة أعوام، تعود اللقاءات «السعودية – الجزائرية» إلى الواجهة من جديد، لتعيد معها ذكريات مباريات اتسمت بالندية والتكافؤ بين المنتخبين، في تاريخ محدود من المواجهات المباشرة لكنها حاضر دائماً في ذاكرة المتابعين.

ويستضيف الأخضر السعودي نظيره الجزائري مساء الثلاثاء على ملعب مدينة الأمير عبد الله الفيصل الرياضية بجدة في إطار تحضيرات المنتخبين لبطولة كأس العرب التي تنطلق منافساتها الشهر المقبل في العاصمة القطرية الدوحة.

وتأتي مواجهة الجزائر ضمن معسكر إعدادي يقيمه الأخضر حالياً في مدينة جدة، يهدف من خلاله الفرنسي هيرفي رينارد للوقوف على مستويات اللاعبين، وسيكون الأخير قبل التجمع المقبل الذي يسبق مواجهة الأخضر الافتتاحية في البطولة العربية.

ووفقاً لموقع المنتخب السعودي، فإن الأخضر التقى نظيره الجزائري، في خمس مناسبات سابقة، ظلت فيها موازين القوى متقاربة، لكن الأخضر تفوق في مباراتين، وتعادلا في مواجهتين، مقابل انتصار وحيد للجزائر.

وتكشف الأرقام المرتبطة بتاريخ هذه المباريات عن تقارب لافت؛ فقد سجل المنتخب السعودي ثمانية أهداف مقابل ستة للمنتخب الجزائري، فيما توزعت اللقاءات بين الرياض والخبر وقادش الإسبانية، في فترات مختلفة قاد خلالها الأخضر أربعة مدربين، أبرزهم خليل الزياني الذي حضر في مواجهتين، إلى جانب خوان أنطونيو بيتزي والمجري فيرينك بوشكاش والبرازيلي ماريو زاغالو.

أولى لقاءات الأخضر مع نظيره الجزائري كانت في 1976 ضمن منافسات بطولة كأس الصداقة، وأُقيمت في العاصمة السعودية، الرياض، وحينها انتصر الجزائر بنتيجة 3 – 1؛ إذ سجل هدف الأخضر الوحيد محمد المغنم الشهير بالصاروخ.

فراس البريكان أحد أبرز أوراق الأخضر الهجومية (المنتخب السعودي)

أما بقية اللقاءات فكانت بطابع ودي، حيث كانت المواجهة الثانية في 1984 وأُقيمت في العاصمة السعودية الرياض كذلك، وانتصر خلالها الأخضر برباعية مقابل هدفين كانت تحت قيادة البرازيلي زاغالو وسجل رباعية الأخضر كل من ماجد عبد الله (هدفين) وصالح النعيمة وشايع النفيسة.

أما ثالث هذه المباريات، فكانت في مدينة الخبر 1986، لكنها انتهت بالتعادل السلبي دون أهداف، وعاد التعادل في اللقاء الثاني الذي جمعهما في العام ذاته، والشهر ذاته بمدينة الخبر، لكن هذه المرة كانت النتيجة 1 – 1؛ إذ سجل للأخضر جمال محمد.

وآخر اللقاءات التي جمعت بين الأخضر ونظيره الجزائري في 2018، كانت بمدينة قادش الإسبانية حيث انتصر الأخضر بثنائية سلمان الفرج ويحيى الشهري وكانت المنتخب السعودي يقوده الإسباني بيتزي.

ويعتبر صالح النعيمة الأكثر مشاركة بواقع 3 مباريات و210 دقائق، يأتي خلفه صالح خليفة وعبد الله غراب وفهد المصيبيح وسمير عبد الشكور ومحمد عبد الجواد ومحيسن الجمعان ويوسف الثنيان ويوسف خميس بواقع مباراتين لكل منهما.

وبخصوص سجل اللاعبين الذي شاركوا في المباريات أمام الجزائر، فقد بلغ 57 لاعباً سيرتفع حتما في مواجهة الثلاثاء لوجود عناصر جديدة لم تكن حاضرة في ودية 2018.

فيما تصدر ماجد عبد الله قائمة الهدافين بهدفين، إضافة إلى إسهامات جمال محمد وسلمان الفرج وشايع النفيسة وصالح خليفة ومحمد المغنم (الصاروخ) ويحيى الشهري الذين وقع كل منهم هدفاً واحداً في شباك الجزائر.

وتشكّل العودة لمواجهة جديدة بين المنتخبين حدثاً مهماً في إطار تحضيرات الطرفين، خصوصاً في ظل اقتراب مشاركتهما في بطولة كأس العرب، علاوة على التطور الواضح في الكرة الجزائرية، حيث يحضر المنتخب الجزائر في المركز رقم 35 بحسب تصنيف أكتوبر (تشرين الأول) الأخير الذي شهد ارتفاعاً في ثلاثة مراكز.

وعلى الرغم من محدودية تاريخ المواجهات، فإن الطابع التنافسي الذي طغى على اللقاءات السابقة يدفع نحو توقُّع مباراة تحمل الكثير من الإثارة.

وكان الأخضر السعودي انتصر في أولى لقاءاته الودية في معسكر جدة أمام كوت ديفوار، بهدف وحيد دون رد حمل توقيع صالح أبو الشامات، رغم أن الأخضر لم يظهر بمستوى مثالي، لكنه يتطلع لرفع الجانب المعنوي، وكذلك التصنيف قبل إجراء قرعة كأس العالم، الشهر المقبل.

يجدر بالذكر أن قائمة الفرنسي هيرفي رينارد ضمت في المعسكر الحالي 27 لاعباً، هم: نواف العقيدي، وعبد الرحمن الصانبي، ومحمد اليامي، وراغد نجار، وحسن كادش، وجهاد ذكري، وعبد الإله العمري، ووليد الأحمد، وياسر الشهراني، وعلي مجرشي، وسعود عبد الحميد، ونواف بوشل، ومحمد سليمان، وناصر الدوسري، ومراد هوساوي، وزياد الجهني، ومحمد كنو، وعبد الله الخيبري، وسالم الدوسري، ومصعب الجوير، وسلطان مندش، وعبد الله الحمدان، وصالح أبو الشامات، وعبد الرحمن العبود، ومروان الصحافي، وصالح الشهري، وفراس البريكان.

يُذكر أن المنتخب السعودي يأتي بالمجموعة الثانية في بطولة كأس العرب بقطر 2025، إلى جانب المغرب، والفائز من مباراة عُمان والصومال، والفائز من مباراة جزر القمر واليمن.

وتُعد بطولة كأس العرب التي تحتضنها الدوحة واحدة من أبرز المحطات الإقليمية التي يعتمد عليها رينارد في بناء توليفة جديدة للأخضر قبل تصفيات كأس العالم المقبلة، خصوصاً مع تنوع المدارس الكروية المشاركة في البطولة، التي تضم منتخبات من شمال أفريقيا والخليج العربي.

شاركها.
Exit mobile version