تصفيات مونديال 2026: أوسيمهين ومبومو يقودان حلم نيجيريا والكاميرون نحو التأهل
تتجه الأنظار إلى العاصمة المغربية الرباط، التي تستضيف بين 13 و16 نوفمبر (تشرين الثاني) الملحق الأفريقي المؤهل إلى كأس العالم 2026، حيث يطمح عملاقا القارة؛ نيجيريا والكاميرون، إلى مواصلة المشوار نحو المونديال عبر نجميهما البارزين؛ فيكتور أوسيمهين وبراين مبومو، اللذين يمثلان أمل الجماهير في العودة إلى أكبر محفل كروي عالمي.
وتخوض نيجيريا مواجهة قوية أمام الغابون على ملعب البريد، فيما تلتقي الكاميرون بالكونغو على ملعب مولاي الحسن، على أن يتأهل المنتصران إلى المباراة النهائية، الأحد المقبل.
ويظفر الفائز بالملحق المصغر ببطاقة المشاركة في الملحق الدولي الذي سيقام في مارس (آذار) المقبل لتحديد المقعدين الأخيرين في كأس العالم، المقرر في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا.
المنتخبان النيجيري والكاميروني، اللذان فشلا في حجز بطاقتين مباشرتين بعد حلولهما في المركز الثاني في مجموعتيهما خلف جنوب أفريقيا والرأس الأخضر، يتمسكان بهذه الفرصة شبه الأخيرة من أجل إنقاذ حلم التأهل.
وتبحث نيجيريا، بطلة أفريقيا 3 مرات، عن مشاركتها السابعة في تاريخها، بينما تسعى الكاميرون، صاحبة البطولات الخمس القارية، لظهور تاسع بعد إنجازها التاريخي في ربع نهائي مونديال 1990 بإيطاليا.
يعوّل النيجيريون على نجم غلطة سراي التركي، فيكتور أوسيمهين، الذي استعاد تألقه بتسجيله ثلاثية في مرمى بنين خلال التصفيات، الشهر الماضي، ليقود بلاده إلى الفوز برباعية وتأمين بطاقة أحد أفضل المنتخبات الوصيفة.
كما واصل أوسيمهين تألقه قارياً بتسجيل «هاتريك» ضد أياكس أمستردام في دوري أبطال أوروبا، ما عزّز مكانته كأحد أبرز الهدافين في القارة. وأشاد مدربه المالي – الفرنسي إريك تشيلي قائلاً: «أحب فيكتور، إنه أفضل مهاجم في العالم»، لكنه أقرّ بأن المهمة في المغرب «ستكون صعبة للغاية».
إلا أن استعدادات نيجيريا لم تخلُ من المشاكل، إذ اندلع خلاف بين الاتحاد المحلي والجهاز الفني واللاعبين بسبب تأخر المستحقات المالية، ما أدّى إلى مقاطعة التدريبات ليوم كامل.
كما أثار المهاجم أليكس إيوبي جدلاً بعد نشره مقطع فيديو ساخراً من فندق إقامة المنتخب في الرباط، ما أثار غضب الجماهير المغربية، قبل أن يعتذر موضحاً أن الحادثة «أُسيء فهمها».
في المقابل، تبدو الغابون، التي تسعى لتحقيق أول تأهل في تاريخها، أكثر استقراراً رغم تصنيفها المتأخر (36 مركزاً خلف نيجيريا عالمياً).
ويعتمد منتخب «الفهود» على ثنائي هجومي متألق، يتمثل في دينيس بوانغا مهاجم سان دييغو الأميركي، الذي سجل 8 أهداف في التصفيات، وبيار – إيميريك أوباميانغ نجم مرسيليا الفرنسي وقائد الفريق، الذي أحرز 7 أهداف.
ويعي أوباميانغ، البالغ من العمر 36 عاماً، أن هذه قد تكون فرصته الأخيرة لخوض كأس العالم، بينما قال زميله بوانغا: «اكتشفنا جيلاً جديداً من اللاعبين، وأصبحت لدينا نواة قوية قادرة على تحقيق إنجاز تاريخي».
أما الكاميرون، فتعوّل على براين مبومو نجم مانشستر يونايتد، الذي يعيش فترة تألق لافتة بتسجيله 4 أهداف في آخر 4 مباريات في الدوري الإنجليزي الممتاز، ونيله جائزة أفضل لاعب في شهر أكتوبر (تشرين الأول).
ويأمل المدرب البلجيكي مارك برايس أن ينقل مهاجمه المتألق روح الانتصارات إلى الرباط لقيادة «الأسود غير المروّضة» نحو المباراة النهائية.
ويبدو لقاء الكاميرون والكونغو الديمقراطية متكافئاً على الورق، إذ يفصل بينهما 6 مراكز فقط في التصنيف العالمي، رغم أن الكونغو ستفتقد نجم نيوكاسل يونايتد يوان ويسا بداعي الإصابة.
ويحلم منتخب «الفهود» بالعودة إلى المونديال للمرة الثانية في تاريخه بعد ظهوره الوحيد عام 1974 تحت اسم زائير.
وبينما تتنافس المنتخبات الأربعة في الرباط على بطاقة الأمل الأخيرة للقارة السمراء، تبقى الأنظار شاخصة نحو أوسيمهين ومبومو، اللذين يمثلان واجهة الكرة الأفريقية الحديثة، في مواجهة تحمل طابع الحسم والنجاة قبل المحطة العالمية الأخيرة في ربيع العام المقبل.



