أعلن المخرج المصري محمد سامي، فجر اليوم الخميس، اعتزاله الإخراج التلفزيوني بعد مسيرة استمرت 15 عامًا، حقق خلالها نجاحات جماهيرية، كان آخرها المسلسل الذي يُعرض خلال شهر رمضان الجاري، “إش إش”.
ورغم تحقيقها نسبة عالية من المشاهدات، تتسم أعمال سامي، وفق النقاد، بأنها تحاكي “السوق”، فيما يدافع جمهوره عنه بأنه يقدم محتوى أقرب إلى الواقع، لا سيما أنه كان الكاتب خلف أعماله الأخيرة، التي حصدت مشاهدات مرتفعة، سواء في مسلسل “جعفر العمدة” مع محمد رمضان عام 2023، أو في المسلسل الحالي، الذي تؤدي زوجته مي عمر دور البطولة فيه.
“وداعًا الدراما”
والمخرج سامي، البالغ من العمر 41 عامًا، أفرد في منشور طويل على صفحته الخاصة بمنصة فيسبوك، خلفيات قراره، وقال في بدايته: “وداعًا الدراما التلفزيونية”.
وقال سامي: “هذه السنة، كانت آخر أعمالي التلفزيونية، التي سأودع بها المسلسلات بعد رحلة طويلة دامت حوالي 15 سنة، قدمت فيها كل ما تمكنت لإسعاد الجمهور العربي، وحققت بفضل الله نجاحات مع عدد كبير من النجوم، ومع شركات وقنوات جميعها مهمة”.
وأضاف: “لقد كان الجمهور يشجعني بشكل دائم، سواء بردود الأفعال أو بتصويته لصالحي في حفلات الجوائز، وأي نجاح حققته كان بفضل ربنا والجمهور”.
محمد سامي وزوجته الممثلة مي عمر بطلة العمل الأخير “إش إش”- المصري اليوم
وأوضح: “أعتقد أن المقربين مني يعلمون أنني اتخذت هذا القرار منذ فترة، وهو قرار اعتزال الإخراج التلفزيوني، ولكن كنت ملتزمًا بإنهاء الالتزامات التي قوتها للشركات والنجوم، والتي انتهيت منها في عام 2025”.
وأشار سامي في رسالته المطولة، إلى أنه لا يملك الأكثر من ذلك لتقديمه إلى التلفزيون، وهو “خائف” من تشبع الجمهور من أسلوبه، ومن الوقوع في فخ التكرار ودائرة المتوقع والملل، معربًا عن سعادته بالعملين الأخيرين اللذين قدمهما.
رغبة بالسفر
وشكر سامي في رسالته، كل من ساعده في رحلته المهنية، وكذلك “كل زميل منافسته كانت دافع للتميز”.
واعتذر المخرج الشاب، عن ما وصفه بـ”المشاهد التي لم تلق استحسان الجمهور أو إعجابهم”، موضحًا أن كل فنان يحق له التجربة.
وكشف سامي في نهاية رسالته بأنه سيسافر خارج البلاد لمدة عامين، رغبة منه “بتعلم حاجة جديدة ليدرسها” وفق تعبيره، وهي مهمة كان يرغب بها منذ زمن كما قال، واستمر في تأجيلها غاية الآن، لكنه وجد نفسه يتقدم في العمر، وهو بحاجة لتحقيقها.
واحتل إعلان المخرج المصري اعتزاله صدارة النقاش في مواقع التواصل الاجتماعي، فعزا البعض القرار إلى الانتقادات الكثيفة التي تعرض لها، واعتبروا أعماله إساءة للمجتمع المصري، فيما رفض البعض الاتهامات وقال إنها لامست واقع أسود ولو بأسلوب اتجه للتنميط في بعض الأحيان.
ورد البعض قرار سامي الاعتزال بتصريحات سابقة أطلقها رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، أعلن فيها العمل على تشكيل لجنة لضبط الأعمال التي تقدم خلال شهر رمضان في الدراما المصرية، معتبرًا أن بعضها لا تعبر عن المجتمع المصري وخصوصيته.