أجمع المتحدثون خلال جلسة مجلس الأمن المنعقدة في نيويورك، على التحذير من خطورة الوضع الإنساني في قطاع غزة ومن خطورة استئناف الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على القطاع.
لكن الموقف المختلف سجلته الولايات المتحدة الأميركية، التي تؤيد الخطوات والإجراءات الإسرائيلية الحالية والمقبلة، وفقًا لبيان القائمة بالأعمال الأميركية دوروثي شاي.
وبحسب مراسل التلفزيون العربي في نيويورك نبيل أبي صعب، يحمّل البيان الأميركي حركة حماس المسؤولية عن التصعيد الحالي، بسبب رفضها الانخراط في الخطوات التالية لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، على حد زعم البيان.
“الاحتلال يمارس عقابًا جماعيًا”
من جهته، اعتبر مندوب فلسطين في الأمم المتحدة رياض منصور أن الاحتلال يمارس عقابًا جماعيًا على سكان قطاع غزة. وقال: “يجب على المجتمع الدولي عدم السماح بتجويع الشعب الفلسطيني”.
ورأى أن إدارة ترمب أعطت الأولوية لإطلاق سراح الرهائن، لكن نتنياهو مهتم ببقائه السياسي. وأضاف: “على مجلس الأمن أن يتحرك لوقف العدوان الإسرائيلي وتجديد وقف إطلاق النار في غزة”.
وتابع: “إن الفلسطينيين في قطاع غزة يقتلون عشوائيًا ويحرمون من المساعدات والقتل يجب أن يتوقف فورًا”، مشيرًا إلى أن الاحتلال بحصاره يحرم شعبًا أعزل من المساعدة المنقذة للأرواح منذ بداية الشهر الحالي.
بدوره، دعا مندوب الجامعة العربية لدى الأمم المتحدة السفير ماجد عبد الفتاح، مجلس الأمن إلى العمل على ضمان وصول المساعدات بشكل آمن ومستدام إلى غزة، وتطبيق الخطة العربية لإعادة الإعمار.
واعتبر أن الهجمات الإسرائيلية على غزة تمثل عقابًا جماعيًا ضد الشعب الفلسطيني.
مطالبات بوقف الحرب وإدخال المساعدات
كذلك طالب ممثل بريطانيا في مجلس الأمن إسرائيل بالسماح بإدخال المساعدات إلى قطاع غزة دون عوائق. وقال: “إن الحالة الإنسانية في غزة كارثية وإسرائيل تمنع إدخال المساعدات”.
أمّا ممثل روسيا في مجلس الأمن، فاعتبر أن على المجلس أن يبذل قصارى جهده لاستئناف وقف إطلاق النار في غزة في أقرب وقت. وقال: “سكان قطاع غزة يجب أن يحصلوا على فرصة للعيش بأمان”.
وفيما أدان ممثل فرنسا في مجلس الأمن الضربات الإسرائيلية على غزة، التي أسفرت عن مئات الضحايا المدنيين، أكّد أن الوضع الإنساني في القطاع أصبح كارثيًا.
“حان وقت المساءلة”
وقد أعرب مندوب الجزائر في مجلس الأمن السفير عمار بن جامع عن موقف مماثل، مشيرًا إلى أن “الاحتلال لم يسمح لأكثر من أسبوعين بإدخال أي شاحنة مساعدات إلى غزة”.
وقال: “إن الاحتلال الإسرائيلي يشن فصلًا جديدًا من العقاب الجماعي في غزة”.
واعتبر مندوب الجزائر أن العدوان الإسرائيلي والتجويع جريمتا حرب وقد حان وقت المساءلة. وأضاف في جلسة مجلس الأمن: “لا يمكن للعالم تجاهل الوضع الإنساني المرير الذي يتسبب فيه الاحتلال الإسرائيلي”.
كذلك، أكّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على أن دور الأمم المتحدة هو إقناع الأطراف وحث المجتمع الدولي للضغط من أجل الالتزام بوقف إطلاق النار في غزة.
من جهته، أكد منسق الإغاثة في حالات الطوارئ بالأمم المتحدة توم فليتشر، على ضرورة وقف الأعمال القتالية في غزة والسماح بدخول المساعدات الإنسانية والبضائع الضرورية إلى القطاع المحاصر.
وأضاف في إفادة أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة: “لا يزال العاملون في المجال الإنساني على الأرض.. مستعدين لتقديم الدعم المنقذ للحياة للناجين وتنفيذ العمليات الإنسانية. يجب أن يُسمح لنا بذلك”.