بعد يوم من إعلانه السيطرة على القصر الجمهوري، أعلن الجيش السوداني سيطرته على جميع الجسور المطلة على العاصمة الخرطوم، حسبما أفاد مراسل التلفزيون العربي اليوم السبت.
وأمس الجمعة، أعلن الجيش السوداني استعادة السيطرة على القصر الرئاسي والوزارات المجاورة وسط الخرطوم، للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب مع قوات الدعم السريع قبل نحو عامين.
وبسيطرة الجيش على القصر الرئاسي والوزارات المحيطة به اليوم، يكون معظم وسط الخرطوم تحت سيطرته، باستثناء منطقة المقرن، ومقر الكتيبة الإستراتيجية العسكرية، وجزيرة توتي على النيل الأزرق، فيما توجد قوات الدعم السريع جنوب الخرطوم وشرقها.
الجيش السوداني يواصل تقدمه نحو الخرطوم
وأشار مراسل التلفزيون العربي عمار المغربي إلى أن لواء البراء المقاتل مع الجيش السوداني يتقدم نحو جزيرة توتي وبرج الفاتح واستاد الخرطوم.
وأضاف مراسلنا أن الجيش السوداني واصل تقدمه وسط العاصمة الخرطوم، وأعلن سيطرته على بنك السودان المركزي وبرج زين وبرج النيل عقب معارك ضارية مع قوات الدعم السريع.
وأظهرت صورة خاصة بالتلفزيون العربي سيطرة الجيش السوداني على البنك المركزي في الخرطوم عقب معارك ضارية.
وأوضح مراسلنا أن هذه المواقع الإستراتيجية والمهمة كانت تتخذها قوات الدعم السريع، مواقع لوضع القناصات ومنع تقدم قوات الجيش السوداني القادمة من سلاح المهندسين غربي أم درمان باتجاه وسط الخرطوم.
وأشار إلى أن قوات الجيش السوداني أطلقت عدة قذائف مدفعية من مواقع تمركز قواتها في قاعدة وادي سيدنا العسكرية شمال أم درمان، باتجاه تحركات قوات الدعم السريع في وسط الخرطوم.
وتتكون الخرطوم باعتبارها عاصمة السودان من 3 مدن هي الخرطوم (جنوب شرق)، وبحري (شمال شرق)، وأم درمان (غرب)، وترتبط فيما بينها بجسور على نهري النيل الأزرق والنيل الأبيض.
يذكر أن الجيش وقوات الدعم السريع يخوضان منذ أبريل/ نيسان 2023 صراعًا داميًا أسفر، وفقًا للأمم المتحدة والسلطات المحلية، عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح ولجوء نحو 15 مليون آخرين.
البرهان يؤكد مواصلة المعركة ورفض التفاوض
وفي أول تعليق له على استعادة الجيش السوداني القصر الرئاسي ووزارات مجاورة له وسط الخرطوم، أكد رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان مواصلة المعركة ضد قوات الدعم السريع، لافًتا إلى أن الجيش مستمر في تقدمه من أجل تحرير كامل البلاد.
كما شدد على رفضه التفاوض أو الحديث مع الدعم السريع.
وقال البرهان، الذي يقود الجيش مخاطبًا حشدًا جماهيريًا في مدينة الكاملين بولاية الجزيرة وسط البلاد: “المعركة هذه لن تقف (عند هذا الحد) ونحن ماشين (نمضي إلى الأمام)”.
البرهان خلال مراسم عزاء أحد ضباط الجيش بولاية القضارف شرق السودان – مجلس السيادة السوداني
وتعهد البرهان بالاقتصاص “من كل من قتل ونهب وسرق الشعب السوداني” في إشارة إلى قوات الدعم السريع.
وفي كلمة ألقاها لاحًقا خلال مراسم عزاء أحد ضباط الجيش بولاية القضارف شرق البلاد، قال البرهان: “مصممون على أن ننتهي من هذا التمرد” في إشارة إلى قوات الدعم السريع.
وأشار إلى أنه إذا سلم عناصر الدعم السريع أسلحتهم وتجمعوا في موقع معين، عندها فقط يمكن أن ينظر الشعب في العفو عنهم من عدمه.
واستدرك: “لكن طالما أنهم لا يزالون مسلحين، يحتلون منازل المدنيين، يقاتلون ويطوقون مدينة الفاشر (غرب السودان)، ويهاجمون المدنيين الآمنين باستخدام الطائرات المسيرة، فإننا لن نفاوضهم أو نصنع معهم سلامًا”.