هاجم حزب الله اليوم الجمعة، مورغان أورتاغوس نائبة المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، ووصفها بأنها “زاخرة بالحقد” وتتدخل بالسيادة اللبنانية، بعدما أدلت بتصريحات مناهضة له خلال زيارة إلى بيروت.
وفي مؤتمر صحافي عقب لقائها الرئيس اللبناني جوزيف عون في قصر بعبدا الرئاسي اليوم، وجهت أورتاغوس رسائل شديدة اللهجة إلى حزب الله، سواء عسكريًا بادعاء “هزيمته على يد إسرائيل”، أو سياسيًا بالدعوة إلى عدم إشراكه في الحكومة الجديدة ونزع سلاحه.
وبعد ساعات على مغادرة أورتاغوس قصر بعبدا، أصدر مكتب الإعلام في الرئاسة اللبنانية بيانًا أوضح فيه أن “بعض ما صدر عن نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط يعبّر عن وجهة نظرها، والرئاسة غير معنية به”.
حزب الله يهاجم مبعوثة واشنطن مورغان أورتاغوس
وردًا على تصريحات أورتاغوس، قال النائب محمد رعد رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” التي تمثل حزب الله في البرلمان اللبناني: “ما صرحت به المبعوثة الأميركية زاخر بالحقد، وينم عن انعدام المسؤولية، ويعد تطاولًا على مكون وطني في لبنان”.
وأضاف رعد في بيان، أن “تصريح أورتاغوس يعد تدخلًا سافرًا في السيادة اللبنانية، وخروجًا عن كل اللياقات الدبلوماسية ومقتضيات العلاقات الدولية”.
ومقابل تصريحات أورتاغوس الداعية حكومة لبنان المقبلة لمحاربة الفساد، والمتهمة إيران بدعم من وصفتهم بـ”وكلائها الإرهابيين” بالمنطقة، اعتبر رعد أن “من يريد أن يتحدث عن الفساد لا يحتضن الإرهاب”، في إشارة إلى استقبال الرئيس الأميركي دونالد ترمب قبل أيام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وأضاف: “صورة القُبح التي أظهرتها حرب إسرائيل ضد قطاع غزة وضد لبنان تكفي للحكم عند كل الناس في العالم من هو الذي يدعم الإرهاب ويسلحه ويموله ويهجّر الناس من أرضهم”.
تصريحات مورغان أورتاغوس
وفي وقت سابق اليوم، قالت أورتاغوس للصحفيين ببيروت عقب لقائها الرئيس عون: “لم أشهد يومًا هذا القدر من الحماسة في الولايات المتحدة ومن الجالية اللبنانية بالعالم بشأن مستقبل هذا البلد”.
واعتبرت أن “ذلك يعود، إلى حد كبير، لهزيمة حزب الله على يد إسرائيل”، وفق ادعاها.
ودعت الحكومة اللبنانية التي يعمل رئيس الوزراء المكلف نواف سلام على تشكيلها، إلى الالتزام بالإصلاحات ومكافحة الفساد، والتأكد من أن “حزب الله ليس جزءًا منها بأي شكل من الأشكال، وأن يظل منزوع السلاح ومهزومًا عسكريًا”.
ولفتت إلى “الضغط الذي يمارسه الرئيس ترمب الآن على إيران حتى لا تتمكن بعد الآن من تمويل وكلائها الإرهابيين في المنطقة”، والتي تدرج واشنطن عادة حزب الله ضمن هؤلاء الوكلاء.
وفيما تواترت ردود الفعل والمواقف في لبنان الغاضبة من تصريحات أورتاغوس، نفذ عدد من أنصار حزب الله وقفة احتجاجية عند مدخل مطار بيروت الدولي رفضًا لتصريحات نائبة المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، ورفع عدد منهم رايات حزب الله الصفراء وقاموا بطلاء نجمة داوود باللون الأزرق على الأرض. وأقدم آخرون على إشعال إطارات على الطريق المؤدي الى المطار.
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، سلط مستخدمون الضوء على صورة وزعتها الرئاسة اللبنانية تظهر فيها أورتاغوس بينما تصافح عون، وهي تضع في يدها خاتمًا على شكل نجمة داوود، ما أثار انتقادات عدة.
وبعد فراغ رئاسي تجاوز عامين نتيجة خلافات سياسية، انتخب البرلمان اللبناني في 9 يناير/ كانون الثاني الماضي عون رئيسًا للبلاد، بحصوله على دعم 99 نائبًا من أصل 128.
وبعد أيام من انتخابه، استدعى عون القاضي نواف سلام، رئيس محكمة العدل الدولية، لتكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة، بعد نيله 84 صوتًا في البرلمان، ويتمسك سلام بتشكيل حكومة كفاءات إصلاحية تكون خالية من الوزراء الحزبيين.