يُمكن للإنسان اختيار وظيفته لا الأشخاص الذين يعمل معهم، خصوصًا أنّه يضطر للتعايش مع أنواع مختلفة من الناس، قد يُصبح بعضهم أصدقاءه المقربين، بينما يبني علاقة رسمية مع آخرين.
وعلى الرغم من أهمية اكتساب مهارة التعامل مع مختلف أنواع الزملاء في العمل، إلا أنّ بعضهم لا يستحقون وقتك الثمين ولا مجهودك.
وبما أنّ الوقت في العمل هو المال، يجب ألا تسمح لأحد باهداره.
من هم زملاء العمل الذين يجب تجنّبهم؟
انطلاقًا من قول الفيلسوف تيوا سافاج “أنت لا تأتي إلى هذه الحياة لتُعاني أكثر من اللازم”، تعرّف إلى زملاء العمل الذين يجب عليك تجنّبهم، قبل أن يُفسدوا يومك ومزاجك ومسيرتك المهنية:
1- الثرثار
يُمكن وصف هذا الشخص بوكالة الأنباء، يعرف مَن يواعد مّن، ومن انفصل عن الآخر، ومَن سيتمّ طرده ولماذا، ومَن ستتم ترقيته.
يحوم حول المكاتب في مسعى ليكون أول مَن ينشر جوهر قصة ما حصلت في العمل، سواءً كانت صحيحة، أو كذبة كاملة.
لذلك يُنصح بتجنّب التحدث إليه كثيرًا، إذ سيفترض زملاؤك بأنّك جزء من الثرثرة إذا شوهدت تتحدّث إليه بانتظام؛ قبل أن تتلقّى بشكل مفاجئ، استفسارًا من قسم الموارد البشرية حول “سلوك غير مهني”.
وإذا ارتكبتَ خطأً بالكشف عن أسرارك له، فستصبح هذه الأسرار هي المذكرة التالية في المكتب.
قد تكون ثرثرة المكتب مسلية، لكن تذكّر أنّها دراما مُسلّية تنتظر الانفجار. لذلك حافظ على مسافة بعيدة بينكم، وأسرارك أبعد.
2- السلبي
هو الشخص الذي يستنزف طاقة زملائه في العمل، من خلال بثّ السلبية أو الشكاوى المستمرة من كل شيء، أو حتى قدرته المذهلة تقريبًا على تحويل حتى المشروع الأكثر إثارة إلى كابوس مرهق.
إنّ قضاء وقت طويل مع هذا الشخص، سيجعلك مُحبطًا ومستعدًا للانهيار وتُشكك في جميع خيارات حياتك.
إذا كنتَ تعمل في مشروع جماعي معه، ركّز على المهمة المُوكلة إليك وتجنّب الانجرار إلى تصرفاته المُتشائمة. واجعل ردودك مختصرة ومهنية.
3- الملم بكل شيء
يُمكن وصف هذا الشخص بأنّه “ويكيبيديا المكتب” أو “غوغل المكتب”، أو حتّى “تشات جي بي تي”.
لديه رأي في كل شيء في الحياة. ودائمًا ما يُبالغ في الأحاديث، سواءً كانت معلوماته دقيقة أو قديمة أو مُختلقة. لهذا السبب، هو الصديق العدو لثرثار المكتب.
إنّه من النوع الذي يُقاطع عملك للإشارة إلى خطأ مطبعي سخيف، ما يجعلك تشعر وكأنّك في المدرسة الثانوية، وتتعرّض للتوبيخ من قبل مدرس شرير.
يُنصح بعدم مجادلته أبدًا، وتوفير طاقتك للمعارك المهمة، مثل تقييمك المقبل.
4- المتملّق
هذا الشخص هو دائمًا على جانب ربّ العمل، وسيفعل أي شيء وكل شيء للبقاء هناك. سواء كان الأمر يتعلق بالتطوع لعمل إضافي لا يحتاجه أحد، أو الضحك على نكات المدراء، أو إلقاء اللوم على زملائه، فسوف يكون هناك مهما كان الأمر.
إنّه أول من يقول “نعم سيدي!” في الاجتماعات، وآخر من يغادر المكتب، حتى لو كان يتصفح مواقع التواصل فقط، ليظهر وكأنّه يتفانى في العمل.
يُنصح بتجنّبه لأنّ ولاءه للإدارة فقط. وإذا كان الأمر يتعلّق بإنقاذ نفسه أو حمايتك، فسيُلقي بك تحت الحافلة ويقود الحافلة فوقك مرتين.
إنه من النوع الذي يأخذ الفضل في عملك دون خوف أو خجل، ثم يُلقي اللوم عليك عندما تسوء الأمور.
احرص دائمًا على الابتعاد عنه، فهو ليس صديقًا لك، وسيستخدم أي معلومات تشاركها ضدك. وإذا اجتمع هذا الشخص مع ثرثار المكتب، فإنّ أمرك انتهى.
وإذا اضطررت للعمل معه، فاحفظ كل بريد إلكتروني ورسالة نصية ووثيقة، واحتفظ بسجل للمهام والمواعيد النهائية والاتفاقيات. وتجنّب مشاركة مشاعرك الحقيقية تجاه العمل معه، فقد يُحرف كلماتك ويقدمها للإدارة.
5- شديد التنافس
يعامل هذا الشخص كل مهمة أو مشروع أو حتى يوم عادي كما لو أنّه عمل درامي مع الكثير من الاستراتيجية والرغبة الملحة في الفوز بأي ثمن.
سواء كان الأمر يتعلق بمحادثة صغيرة في مكتب، أو مشروع جماعي، سيحوّلها إلى مسابقة تستحق أن تظهر في برنامج تلفزيوني واقعي.
إنّه يبحث دائمًا عن طرق لإسقاط الجميع واستخدامهم كسلم للصعود، بدءًا من السهر في المكتب وصولًا إلى التطوّع لمهام تتجاوز قدرته وفهمه.
دائمًا ما يكون أول من يعلن عن “عمله المهم” في الاجتماعات، ويدّعي دائمًا أنّ لديه فكرة أفضل، ويلعب دور محامي الشيطان. كل محادثة معه هي مجرد تباهٍ متواضع، وهو أمر مُرهق للغاية.
للأسف، لا يمكن تجنّبه، فهو من النوع الذي تُفضّل الإدارة إشراكه في كل شيء، رغم أنّه سيتدخّل في شؤون الجميع، ويُسبّب توترًا لا داعي له، ويُحوّل مشروع عمل بسيط إلى معركة.
الطريقة الوحيدة للتعامل معه هي مواجهة عملك وتركه يُرهق نفسه.
وإذا حاول استفزازك لمنافسته، ابتسم وهنئه على عمله حتى لا يصفك بالكاره.
6- مَن يُضيّع الوقت
إنّه الشخص الذي يتوقف عند مكتبك لـ”محادثة سريعة” تتحوّل بطريقة ما إلى حديث طويل لمدة 45 دقيقة حول خطط عطلة نهاية الأسبوع، أو حفل زفاف قريبه، وغيرها من الأمور.
يُنصح بتجنّبه لأنّه لا يكترث بوقته، فما بالك بوقتك. وفي اللحظة التي يقترب فيها من مكتبك أو يُحاول التحدث إليك في أي مكان، تذرّع بأنّ لديك اجتماعًا مستعجلاً. وإذا لم تنجح محاولاتك، تظاهر بأنّك تلقيت مكالمة عاجلة وانصرف.