ألقت قوات مكافحة الإرهاب في إسطنبول القبض على عدد من المطلوبين من عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي، في حملة نفذت في عدد من مناطق المدينة.
وقالت مصادر أمنية إن قوات مكافحة الإرهاب نفّذت، الثلاثاء، عمليات متزامنة في 6 مناطق مختلفة في إسطنبول، بموجب مذكرات توقيف صادرة عن مكتب المُدعي العام بحق 10 من عناصر «داعش» من المشتبه في ارتباطهم بمناطق الصراع في سوريا والعراق.
وأضافت أنه جرى القبض على 7 من المطلوبين، ولا يزال البحث جارياً عن باقي المطلوبين.
ولفتت المصادر إلى أن 8 من المطلوبين يُشتبه في صلتهم بمناطق الصراع في سوريا والعراق، في حين يُشتبه في تورط العنصرين الآخرين في تنفيذ تحويلات مالية إلى «داعش» في هذه المناطق.
حملات مكثفة
وجاءت هذه العملية بعد أيام قليلة من القبض على 51 من عناصر «داعش» المتورطين في تقديم تمويل لما يُسمى «منظمات الإغاثة» التابعة للتنظيم الإرهابي، والمشاركة في نشر دعاية إرهابية له عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.
وجرى خلال العمليات، التي نفذت في 29 ولاية تركية، ضبط وثائق تنظيمية ومواد رقمية عائدة لتنظيم «داعش».
وأعلن وزير الداخلية التركي، علي يرلي كايا، في 12 سبتمبر (أيلول) الحالي عن ضبط 161 من عناصر «داعش» في عمليات نفذت في 38 ولاية من ولايات تركيا، البالغ عددها 81 ولاية.
وصعّدت أجهزة الأمن التركية حملتها على «داعش» عقب هجوم نفذه صبي في الـ16 من عمره، يُدعى «إرين بيغول» اعترف باعتناقه فكر التنظيم، على مركز للشرطة في مقاطعة بالتشوفا التابعة لولاية إزمير، في 8 سبتمبر الحالي، أسفر عن مقتل شرطيين وإصابة اثنين آخرين ومدني.
وقُبض على 27 مشتبهاً فيهم على خلفية الحادث، أُطلق سراح 16 منهم، جميعهم دون سن الـ18 عاماً ممن كانوا يتابعون منفذ الهجوم على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد إدلائهم بأقوالهم.
وقررت النيابة العامة توقيف 7 من المشتبه فيهم الـ11 المتبقين، هم: منفذ الهجوم ووالده، ومواطن إيراني يدعي خالِق نوري بروجردي (32 عاماً)، قبض عليه في إسطنبول، وتردد أنه على صلة بتنظيم «داعش»، والسوريون محمود الغاتي، وجمعة طبّاس، وفراس سيد عبد الرحمن، ومحمد الحزام.
واعترف منفذ الهجوم بأنه تابع أنشطة «داعش» عبر الإنترنت، وأنه استمع إلى خطب زعيمه أبو بكر البغدادي، الذي قتل في عملية أميركية في إدلب شمال سوريا في أكتوبر (تشرين الأول) 2019، وأنه كان يفكر في الهجوم على معرض إزمير أو إحدى الحانات، لكنه غيّر رأيه في اللحظة الأخيرة خلال مروره أمام مركز الشرطة؛ الذي يقع في الشارع الذي يسكن فيه.
وكشف فحص أجراه مكتب مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، التابع لمكتب المدعي العام في إزمير، لحسابات بيغول على مواقع التواصل الاجتماعي، عن محتوى يتعلّق بأعمال وأنشطة تنظيم «داعش» الإرهابي، كما عُثر خلال تفتيش منزله على لقطات لتدريبات على استخدام الأسلحة وسجلات لمجموعته من السكاكين.
استهداف كوادر التمويل والدعاية
وزادت أجهزة الأمن التركية، خلال الأشهر الأخيرة، من وتيرة عملياتها التي تستهدف كوادر التمويل والدعاية والترويج في «داعش»، وتنفذ حملات تستهدف عناصر وخلايا التنظيم، أسفرت عن ضبط عدد من كوادره القيادية، ومسؤولي التسليح والتمويل والتجنيد.
وألقت قوات الأمن التركية، خلال هذه العمليات، القبض على مئات من عناصر تنظيم «داعش» ممن نشطوا في صفوفه في العراق وسوريا، وقاموا بأنشطة للتمويل، داخل تركيا، في حملات شملت عدداً من الولايات في أنحاء البلاد.
وأدرجت تركيا «داعش» على لائحتها للإرهاب عام 2013، وأعلن التنظيم مسؤوليته عن، أو نُسب إليه، تنفيذ هجمات إرهابية في الفترة من 2015 إلى مطلع 2017، أسفرت عن مقتل أكثر من 300 شخص وإصابة العشرات.