أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، أنه سيلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “سريعًا جدًا” بعد تنصيبه الأسبوع المقبل، في تحول كبيرة لسياسة واشنطن المتبعة منذ اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
ولم يحدد ترمب موعدًا للاجتماع الذي سيكون الأول بين رئيسي البلدين منذ بداية حرب روسيا مع أوكرانيا في فبراير/ شباط 2022.
وقال ترمب لنيوزماكس عند سؤاله عن إستراتيجية إنهاء الحرب: “ثمة إستراتيجية واحدة فقط والقرار بيد بوتين، ولا أتصور أنه سعيد للغاية بالطريقة التي سارت بها الأمور لأنها لم تكن جيدة بالنسبة له أيضًا”.
وأضاف: “أعلم أنه يريد أن نلتقي وسيكون اللقاء سريعًا جدًا. كنت أود فعل هذا في وقت أقرب، لكن يجب أن أتسلم الرئاسة لإنجاز بعض الأمور”.
وكان الرئيس الأميركي المنتخب تعهّد خلال حملته الانتخابية بإنهاء الحرب بين أوكرانيا وروسيا في غضون 24 ساعة من دخوله البيت الأبيض في 20 يناير/ كانون الثاني.
ومذّاك أعطى ترمب لنفسه مزيدًا من الوقت لتحقيق السلام بين روسيا وأوكرانيا، لكنّ طريق المفاوضات قد يُفتح بسرعة، ولا سيّما من خلال اللقاء الذي يمكن أن يُعقد بينه وبين بوتين.
والجمعة، أعلن الكرملين أنّ بوتين “منفتح على التواصل” مع ترمب دون شروط مسبقة، مرحّبًا باستعداد الرئيس الأميركي المنتخب “لحلّ المشاكل من خلال الحوار”.
“موقع القوة”
وقال مايك والتز عضو مجلس النواب الأميركي، الذي سيتولى منصب مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، يوم الأحد إنه يتوقع مكالمة بين ترمب وبوتين في “الأيام والأسابيع القادمة”.
وتزامنًا مع هذا التحول الذي يمضي رغمًا عن إرادة كييف، حذّر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته، يوم أمس، من أنّ أوكرانيا ليست حاليًا في موقع قوة لبدء مفاوضات سلام مع روسيا.
وقال المسؤول الهولندي في كلمة أمام البرلمان الأوروبي في بروكسل إنّ “أوكرانيا لم تبلغ هذه المرحلة بعد، لأنّهم (الأوكرانيين) في الوقت الراهن لا يستطيعون التفاوض من موقع قوة”.
وأضاف: “علينا أن نبذل مزيدًا من الجهود لضمان أنهم سيكونون قادرين، من خلال تغيير مسار هذا النزاع، على بلوغ موقع القوة هذا”.
ومنذ وصوله إلى الأمانة العامة لحلف شمال الأطلسي في مطلع أكتوبر/ تشرين الأول، يدعو روته لمنح أوكرانيا كلّ القدرات اللازمة، وبخاصة العسكرية منها، لكي تكون في موقع القوة اللازم أمام روسيا في حال بدأ الطرفان مفاوضات السلام.
“تعلموا الروسية”
وفي كلمته في بروكسل، دعا روته النواب الأوروبيين إلى إنفاق المزيد على الدفاع في مواجهة التهديد الروسي، بما يتجاوز المستوى الحالي، بما في ذلك عبر خفض “جزء صغير” من النفقات الاجتماعية في أوروبا.
وفي 2014 تعهّدت الدول الـ32 الأعضاء في حلف شمال الأطلسي بتخصيص ما لا يقلّ عن 2% من ناتجها المحلّي الإجمالي للإنفاق العسكري، لكنّ 23 دولة منها فقط حقّقت هذا الهدف في العام الماضي.
ورفض الأمين العام لحلف شمال الأطلسي تحديد حدّ أدنى جديد لكنّه أشار إلى أنّ الحدّ الأدنى الراهن البالغ 2% “بعيد كلّ البعد عن أن يكون كافيًا”. وحذّر روته النواب قائلًا: “نحن آمنون الآن، لكنّنا لن نكون آمنين بعد أربع أو خمس سنوات”. وبنبرة ملؤها السخرية، قال روته لأعضاء البرلمان الأوروبي: “بالتالي، إذا لم تفعلوا ذلك، فابدأوا بتعلّم اللغة الروسية أو اذهبوا إلى نيوزيلندا”.