وصفت وزارة الخارجية الفلسطينية، اليوم الأحد، التفجيرات الإسرائيلية التي استهدفت مخيم جنين بالضفة الغربية المحتلة، بأنها “مشهد وحشي” يعكس حجم الدمار الذي لحق بقطاع غزة على مدى نحو 16 شهرًا.
وقالت الوزارة في بيان: إن “التفجيرات التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيمَي جنين وطولكرم، وآخرها تفجير أحياء واسعة في مخيم جنين، تمثل مشهدًا وحشيًا يعكس حجم الدمار الذي تعرض له قطاع غزة، ويجسد أحد مظاهر حرب الإبادة والتهجير ضد الشعب الفلسطيني”.
وحذرت من “مخططات الاحتلال الهادفة إلى نقل جرائم التطهير العرقي والتدمير من غزة إلى الضفة الغربية المحتلة تحت ذرائع واهية، لإخفاء استهدافه المباشر للمدنيين العزل ومنازلهم وممتلكاتهم ودور عبادتهم”.
وحمّلت الوزارة الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن “جرائم تفجير الأحياء السكنية التي تهدف إلى اقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه وتهجيره”.
وطالبت المجتمع الدولي ومجلس الأمن بـ”التدخل العاجل لوقف جرائم الاحتلال ومستوطنيه باعتبارها جرائم ضد الإنسانية بموجب القانون الدولي”.
من جانبها، أكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس، اليوم الأحد، أن التفجيرات الإسرائيلية ونسف منازل في مخيم جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة استمرار لحرب الإبادة ضد الفلسطينيين.
وقالت الحركة في بيان إن “التفجيرات الضخمة في جنين، ونسف عدد كبير من المنازل، دليل على استمرار حرب الإبادة بحق شعبنا الفلسطيني في الضفة الغربية”.
وأشارت إلى “إصرار المحتل على نهج جرائم الحرب التي ارتكبها في قطاع غزة، في ظل استمرار الصمت الدولي وغياب المحاسبة لمجرمي الحرب الصهاينة”.
وتابعت: “هذه الجرائم المتصاعدة تستدعي مزيدًا من تصعيد المقاومة للتصدي للاحتلال المجرم، والذي يستهدف الوجود الفلسطيني، وشعبنا لن يستسلم أمام آلة الدمار والتخريب الصهيونية”.
من جهتها، قالت حركة “فتح” إن “الجيش الإسرائيلي الذي دمر غزة يواصل تطبيق المخططات ذاتها في الضّفة الغربيّة”.
وأضافت في بيان: “نسف الاحتلال للمنازل والأحياء السكنيّة في جنين في سياق حرب الإبادة الشاملة على شعبنا”.
وتابعت أن “الاحتلال الذي دمر غزة يواصل تكرار مخططاته في الضفة الغربية، بالتوازي مع قراراته غير القانونية حيال وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) ضمن محاولاته لتصفية حق العودة عبر قراراته وإجراءاته ضد الأونروا”.
“المقاومة خيار إستراتيجي”
ولفتت حماس إلى أن “العدوان والدمار الذي ينفذه جيش الاحتلال تزامنًا مع إراقة دماء الفلسطينيين، سيشكل وقودًا لأعمال المقاومة التي يتبناها أبناء شعبنا كخيار إستراتيجي لتحرير الأرض”.
ودعت الحركة الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي لـ”تحمل مسؤولياتهم التاريخية بوقف جرائم الاحتلال التي تصب الزيت على النار في المنطقة، وتهدّد السلم والأمن الدوليين”.
والأحد، نسف جيش الحتلال الإسرائيلي مباني في مخيم جنين شمال الضفة الغربية المحتلة، وسط استمرار العدوان على المدينة والمخيم، منذ 21 يناير/ كانون الثاني الماضي.
ونُقل عن مدير مستشفى جنين الحكومي وسام بكر، قوله إن “أضرارًا لحقت ببعض أقسام المستشفى بسبب الانفجارات، دون أن تسجل إصابات”.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا”، أن عددًا كبيرًا من العائلات الفلسطينية فقدت منازلها جراء التفجيرات الإسرائيلية في مخيم جنين، حيث تقام المباني هناك بشكل عمودي لاستيعاب أكبر عدد من السكان.
أعداد غير دقيقة
وبينما لم يحدد جيش الاحتلال عدد المباني التي نسفها، قالت القناة 14 العبرية الخاصة، إن “الجيش دمر نحو 20 مبنى في جنين، مستخدمًا طريقة عمله في قطاع غزة بالضفة الغربية”.
وكان مراسل التلفزيون العربي في جنين عميد شحادة، قد أفاد بأن العدد أكبر بكثير من الرقم الذي أعلنته وسائل إعلام إسرائيلية.
وأضاف أن جيش الاحتلال قام بعملية تفجير واسعة طالت عددًا كبيرًا من المباني.
ولفت مراسلنا إلى أن حديث وسائل الإعلام الإسرائيلية عن عشرين مبنى يعني في الواقع أن مئة منزل وأكثر قد تم تدميرها.
وشرح أن المناطق ضيقة والبناء فيها بشكل عمودي ويؤوي من خمس إلى عشر عائلات في طوابق بعضها فوق بعض.
أهداف الاحتلال من التصعيد في الضفة
وفي سياق متصل، أفاد مراسل التلفزيون العربي في القدس المحتلة أحمد دراوشة، بأن الجيش الإسرائيلي يريد من خلال تصعيد عدوانه في الضفة الغربية “تقديم فاتورة للإسرائيليين، حيث ينتقد المستوطنون أداءه”.
ووفق مراسلنا، فإن هؤلاء المنتقدين يطالبون جيش الاحتلال بأن يكون أكثر عدوانية، ومن أجل إقناعهم عمد إلى هذه الإجراءات ذات الطابع الدعائي للقول إنه نقل ما تعلمه في قطاع غزة إلى الضفة الغربية، ومنح المستوطنين شعورًا “بالأمان” في الضفة.
وأردف: “من هنا يأتي التباهي بتفتيش عدد كبير من منازل الفلسطينيين في الضفة الغربية وبأن هذه العملية العسكرية ستستمر لأسابيع طويلة، وكذلك الحديث عن مراقبة الاحتلال لهواتف ومنازل وعائلات الأسرى المحررين”.
وختم بالقول: “الهدف هو إعطاء المستوطنين والإسرائيليين بشكل عام شعورًا بالأمان، لأنهم غاضبون من أداء الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية واتفاق تبادل الأسرى”.