شنَّ جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الثلاثاء، غارة جوية على الضاحية الجنوبية لبيروت، زاعمًا أنها تستهدف عنصرًا في حزب الله “ساعد عناصر من حماس على شنّ هجمات على إسرائيل”، حسب قوله.
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية استشهاد ثلاثة أشخاص وإصابة سبعة آخرين في حصيلة أولية للغارة الإسرائيليةِ على الضاحية الجنوبية لبيروت، بينما لم تُعرف بعد هوية العنصر المستهدف.
اغتيال عنصر في حزب الله
وفي التفاصيل، قال جيش الاحتلال فجر الثلاثاء إنه شنّ غارة جوية على الضاحية الجنوبية لبيروت استهدفت عنصرًا في حزب الله، في ثاني ضربة من نوعها تستهدف معقل الحزب منذ بدء سريان وقف إطلاق النار في نوفمبر/ تشرين الثاني.
وأضاف الجيش في بيان مشترك مع جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) أنّ “الغارة استهدفت (عنصرًا) من حزب الله أرشد مؤخّرًا عناصر من حماس وساعدهم في التخطيط لهجوم كبير ووشيك ضدّ مدنيّين إسرائيليين”، حسب زعمه.
وتابع البيان الإسرائيلي أنّه “نظرًا للتهديد المباشر الذي شكّله هذا (العنصر)، فقد تحرّك الجيش والشاباك لتصفيته وإزالة التهديد”، من دون أن يكشف عن هوية الشخص المستهدف بالغارة.
من جانبه، قال مراسل التلفزيون العربي في بيروت، محمد شبارو، إنَّ صوت الانفجار الذي دوّى في الضاحية الجنوبية سُمع في أرجاء العاصمة بيروت، حيث ترافَق مع تحليق منخفض للطائرات الحربية الإسرائيلية فوق الضاحية.
وأوضح المراسل أنَّ هذا الاستهداف يُعَدُّ الأول من نوعه للضاحية الجنوبية لبيروت دون توجيه إنذار، والثاني منذ دخول اتفاقِ وقف إطلاق النار مع الاحتلال حيّز التنفيذ في نوفمبر الماضي.
وأشار إلى أن المبنى المستهدف يتكون من 9 طوابق ويقع في حي ماضي بالقرب من حي معوض في الضاحية الجنوبية.
كما تأتي هذه الغارة بعد أن حذّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي من أنّ جيشه “سيضرب في كلّ مكان في لبنان ضدّ أيّ تهديد”، وفق قوله.
“لا يمكن قبول استباحة لبنان”
وهذه ثاني غارة إسرائيلية تستهدف الضاحية الجنوبية لبيروت، منذ نوفمبر، حيث حدثت الغارة الأولى يوم الجمعة وقد استهدفت مبنى زعمت إسرائيل بأنّ حزب الله يستخدمه “لتخزين مسيّرات”.
وأتت تلك الغارة يومها ردًّا على صاروخين أطلقا من جنوب لبنان على إسرائيل، في عملية لم تتبنّها أيّ جهة ونفى حزب الله مسؤوليته عنها.
وإثر تلك الغارة، أكّد الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم أنّه لا يمكن لحزبه أن يقبل بأن تقصف إسرائيل الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية.
وقال قاسم يومها: “لا يمكن أن نقبل بأن تكون هناك معادلة تستبيح فيها إسرائيل لبنان وتسرح وتمرح في أي وقت تريد ونحن نتفرج عليها. كل شيء له حد”.
ورغم اتفاق وقف إطلاق النار، تواصل إسرائيل شنّ غارات على جنوب لبنان وشرقه تقول إنها تضرب أهدافًا عسكرية لحزب الله، وذلك في انتهاكات واضحة للاتفاق.
ونصّ اتفاق وقف إطلاق النار على انسحاب الجيش الإسرائيلي من كل المناطق التي دخل إليها خلال الحرب، لكنّ تل أبيب أبقت قواتها في خمسة مرتفعات استراتيجية تخوّلها الإشراف على مساحات واسعة على جانبي الحدود.