تثير قضية انتحار موظف في دار الأوبرا المصرية، قبل يومين، جدلًا واسعًا في مواقع التواصل الاجتماعي، ووسائل الإعلام المحلية، بعد رسالة تركها هاني عبد القادر قبل إلقاء نفسه في نهر النيل.
وترك عبد القادر رسالة أثارت العديد من التساؤلات قبل موته، ودون فيها: “ستراني في مرضك وضعفك وفشلك، ستراني في عقوق أبنائك، ستراني في غدر من حولك، ستراني في هجر أصحابك، ستراني في أحلامك المحطمة التي لا تتحقق”.
وأفادت تقارير صحافية مصرية، بأن واقعة انتحار عبد القادر، خلفت صدمة كبيرة لدى زملائه في دار الأوبرا، وسط إجماع على مناقبيته وأخلاقه وسيرته المهنية، فيما نعت الدار موظف الإدارة العامة للمراسم والبروتوكول.
شكوك حول الرسالة
ونقلت صحيفة “أخبار اليوم” عن الدكتورة لمياء زايد رئيسة دار الأوبرا المصرية تأكيدها بأن العمل جارٍ “لاتخاذ الإجراءات اللازمة لصرف المستحقات المالية لأسرته ودراسة دعمهم، ورعايتهم بما يليق بجهوده التي قدمها طوال مدة خدمته”.
لكن تصريحات أدلى بها شقيق عبد القادر، وفق صحيفة “صدى البلد”، أثارت شكوكًا حول انتحار الرجل، مشيرًا إلى أن أحد زملاء هاني زار عائلته في اليوم الذي يزعم فيه حدوث الانتحار، وأعطى ابنته الصغيرة محفظة والدها وهاتفه المحمول، معلنًا أنه في مشوار وسيعود قريبًا.
وأكد الشقيق أن هاني كان شخصية كتومة، لا يتحدث عن تفاصيل عمله، وأن الرسالة التي قيل إنه تركها تتحدث عن الظلم ليست بخط يده، ما يزيد من حجم الغموض حول ما حدث.
كذلك، أكدت زوجة عبد القادر موظف دار الأوبرا أن الرسالة المزعومة غير صحيحة، وأضافت في تصريحات خاصة لموقع “مصراوي”: “الرسالة ليست بخط يد، ومن المستحيل أن يقدم على هذا الفعل، ولو فعل كان سيكتب اسم الشخص الذي يشتكي ظلمه، وأستطيع الجزم أن الرسالة مزورة بنسبة 100%، وهدف من قام بذلك تضليل النيابة العامة، وأسرة الراحل”.
تحرك حكومي
وأمام هذه المعطيات، قدم أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة المصري، التعازي لأسرة الموظف، لافتًا إلى أن ما يهمه هو التوصل والوقوف على أسباب الانتحار، مفيدًا بأنه تم تشكيل لجنة للتحقق من أسباب الوفاة، ومشددًا على أنه حال وجود ظلم إداري سيكون هناك تحرك سريع ويتم التحقق منه، وفق ما نقلت صحيفة “الأهرام”.
كذلك، طالبت الفنانة إيناس عز الدين بفتح تحقيق عاجل في واقعة انتحار عبد القادر، وسألت في منشور على مواقع التواصل: “لماذا أنتم متفاجئين؟ وكأنكم لا تعلمون أن المكان مليء بالظلم والقهر والافتراء، وثمة من يتقاضى مكافآت بمبالغ غير محسوبة و غيرهم يدفع الثمن وتتأخر مستحقاته”.
واختتمت قائلة: “وحق الذي لا إله إلا هو، مهما طال الظلم، ومهما طالت فترة جلوسك على الكرسي، ومهما اعتقدت أنها دائمة لك، سيأتي يوم ربنا ليحكم بالعدل”، دون أن تشير إلى من تقصد، ومستعرضة عدة مشاهد من الطابع الوظيفي داخل الدار.
من جانبه، كتب الفنان حمزة العيلي عبر حسابه على فيسبوك: “الله يرحمك يا هاني يا حبيبي، كان إنسانًا في غاية الاحترام، والتهذيب والرقي والنزاهة على مدار عمره كله، الذي فناه في دار الأوبرا، وكان مخلصًا وخدومًا، وواجهة مشرفة لها، ورغم ذلك يتم اتهامه بقسوة”.
وتابع العيلي: “لقد صعبت عليه نفسه، وأخذها في قلبه، وقرر الاستقالة ولكن لم يرحمه، وتم التحقيق معه وواجه ظلمًا وإجحافًا مما جعله ينهي حياته، وفي رقبته 3 بنات، وترك هذه الرسالة لتكون شبحًا مفزعًا فتاكًا يطارد كل من ظلمه”.