تصاعدت الخلافات بين رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، ورئيس حكومة الوحدة المؤقتة في العاصمة طرابلس عبد الحميد الدبيبة، بشأن عمل صندوق التنمية وإعادة الإعمار، برئاسة بلقاسم، نجل المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني.
وأشاد صالح لدى لقائه بلقاسم، ورئيس حكومة الاستقرار الموازية أسامة حماد، بجهود الصندوق ودوره في دعم مسيرة البناء والإعمار، مؤكداً دعمه المتواصل لما يحقّقه الصندوق من إنجازات غير مسبوقة أسهمت في توفير فرص عمل وإحداث طفرة عمرانية لم يسبق لها مثيل في عدد كبير من المدن والمناطق الليبية.
وقال إنه بحث خلال اللقاء الذي عُقد في مدينة القبة، سير العمل في عدد من المشروعات التنموية التي يشرف عليها الصندوق وما تم إنجازه منها، إلى جانب مناقشة خطط العمل المستقبلية التي يسعى الصندوق لتنفيذها خلال المرحلة المقبلة، وفق رؤية واضحة وشفافة تخدم تطلّعات المواطنين وتُسهم في تحقيق التنمية المستدامة بمختلف المناطق.
وانتقد الدبيبة اعتماد مجلس النواب مطلع هذا الشهر، ميزانية تُقدّر بـ69 مليار دينار (ما يعادل نحو 14.2 مليار دولار أميركي بسعر الصرف الحالي)، لتوسيع مشروعات صندوق الإعمار الذي تأسّس خلال العام الماضي، وعدّها بمثابة إنفاق موازٍ يعرّض ميزانية الدولة لتأثيرات سلبية، من بينها ضعف الدينار الليبي ورفع سعر صرف الدولار في السوق الموازية.
في المقابل، أكد الدبيبة -خلال مشاركته، مساء السبت، في مراسم المعايدة التي أقامها مجلس مصراتة البلدي بمناسبة حلول عيد الأضحى، بحضور عدد من المسؤولين المحليين، وشيوخ وأعيان المدينة- أهمية استمرار الجهود الوطنية لتحقيق المصالحة الشاملة وتحسين الخدمات للمواطنين في مختلف المناطق.
وأدرجت حكومة الوحدة، في بيان رسمي، مشاركة الدبيبة في إطار حرصه على تعزيز التواصل المباشر مع البلديات والمجتمع المحلي، ومشاركة المواطنين فرحتهم بهذه المناسبة الدينية العظيمة التي تعزّز قيم التراحم والتكافل والوحدة الوطنية.
من جهة أخرى، أمر صلاح النمروش، آمر منطقة الساحل الغربي العسكرية، التابعة لقوات حكومة الوحدة، «الكتيبة 33- عمليات خاصة» بالانتشار الفوري داخل مدينة صبراتة، لفرض الأمن والاستقرار في أعقاب الأحداث الأمنية الأخيرة التي شهدتها مؤخراً.
وأكد النمروش أن الكتيبة باشرت مهامها على الأرض، وأن التحقيقات جارية بإشراف النيابة الكلية العسكرية لدى المنطقة الغربية، في إطار جهود المؤسسة العسكرية لضبط الوضع ومحاسبة المتورطين في أي تجاوزات.
وتأتي هذه التحركات في سياق تعزيز سلطة الدولة وفرض هيبة القانون، وسط دعوات الأهالي إلى عودة الأمن ووقف كل أشكال التوتر والاشتباكات داخل المدينة.
في المقابل، قال المجلس الاجتماعي لقبائل العربان في الجبل الغربي، إنه يتابع بقلق شديد ما يجري من اقتتال في طرابلس، معرباً عن أسفه للتصعيد الذي يهدد السلم الاجتماعي. ودعا المجلس جميع الأطراف المتخاصمة إلى الاحتكام للغة العقل والحوار، وناشد عقلاء ليبيا وشيوخها عقد مؤتمر جامع يعالج جميع القضايا والمشكلات التي تعصف بالوطن، مع تأكيد المطالبة بالإفراج عن المعتقلين كافّة.
ووضع المجلس نفسه تحت تصرف جهود فض النزاع، مؤكداً استعداده للقيام بمهام اجتماعية تشمل التواصل مع جميع الأطراف المتخاصمة، لسماع مطالبهم والمساعدة في الوصول إلى حل سلمي يجنّب البلاد مزيداً من الحروب والتهجير.
وفي تطور مفاجئ، أعلن مكتب النائب العام في طرابلس، الأحد، حبس أربعة متهمين احتياطياً على ذمة التحقيق، في واقعة مقتل مواطن في أثناء دفاعه عن أرضه في مدينة بنغازي شرق البلاد، وفقاً لوسائل إعلام محلية.
دولياً، دعا وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الليبيين إلى الحفاظ على وحدة الأراضي الليبية وسلامتها، وملكية الليبيين الخالصة للعملية السياسية، مؤكداً أهمية إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بشكل متزامن في أقرب وقت. وقال بيان لوزارة الخارجية المصرية، الأحد، إن عبد العاطي أبلغ هاتفياً نظيره التركي هاكان فيدان، الرؤى بشأن التطورات بليبيا في ضوء المستجدات التي شهدتها العاصمة طرابلس خلال الفترة الأخيرة، في إطار التواصل الدوري لدعم العلاقات المصرية-التركية وتبادل وجهات النظر إزاء التطورات في منطقة الشرق الأوسط.