كشفت جامعة كولومبيا الأميركية الجمعة، عن حزمة سياسات جديدة في محاولة لاسترضاء الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي خفّضت إدارته تمويلها الفدرالي بسبب ما شهدته من احتجاجات طلابية ضد الحرب على غزة ومزاعم بمعاداة بعض المتظاهرين للسامية.
يأتي ذلك في وقت طلب مسؤولو الهجرة في أميركا من طالب مؤيد للفلسطينيين تسليم نفسه، في سلسلة من الحالات المُشابهة التي جرت بعد تعهّد ترمب بترحيل المتظاهرين الأجانب المؤيدين لفلسطين.
وكانت أنشطة الحركة الطلابية في جامعة كولومبيا في مقدمة الاحتجاجات، التي كشفت عن انقسام عميق بين الأميركيين بشأن حرب غزة.
وخفّض ترمب 400 مليون دولار من التمويل الفدرالي لجامعة كولومبيا، متهمًا المؤسسة الأكاديمية بعدم توفير “الحماية الكافية للطلاب اليهود من المضايقات”، وفق زعمه.
ومنحت إدارة ترمب جامعة كولومبيا أسبوعًا واحدًا للموافقة على سلسلة من “الإصلاحات الجذرية” في حال أرادت التفاوض لاستعادة الـ400 مليون دولار من الأموال الفدرالية.
وطالبت الرسالة التي بعثتها إدارة ترمب، جامعة كولومبيا بوضع تعريف لمعاداة السامية يتضمّن التركيز على معاداة الصهيونية، وشدّدت على وضع أقسام الدراسات الشرق أوسطية والإفريقية والجنوب آسيوية تحت “الوصاية الأكاديمية”.
ولم تستخدم الجامعة في إعلانها الصادر الجمعة هذا التعبير لوصف التدابير التي ستتّخذها حيال هذه الأقسام، لكنّها أعلنت عن مراجعة عملها.
“إجراءات تأديبية”
وتحدّثت جامعة كولومبيا عن “تحسينات في إجراءاتنا التأديبية”، بالإضافة إلى إلزام المتظاهرين بالتعريف عن أنفسهم عند اعتراضهم، حتى لو كانوا يضعون أقنعة كما فعل كثيرون خلال ذروة الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين.
كما قامت بتوسيع فريقها الأمني بما في ذلك توظيف 36 ضابطًا يملكون صلاحية إبعاد أو اعتقال كل من يخالف قوانين الجامعة.
وبالإضافة إلى خفض الميزانية الفدرالية لجامعة كولومبيا، استهدف مسؤولو الهجرة قائد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين محمود خليل الذي جرى احتجازه في لويزيانا ويُواجه التهديد بترحيله.
واعتبرت الرئيسة الانتقالية لجامعة كولومبيا كاترينا أرمسترونغ في بيان، أنّ التعليم الجامعي يمرّ بـ”لحظة حرجة”.
والأسبوع الماضي، أعلنت الجامعة مجموعة من إجراءات تأديبية بينها الإيقاف عن الدراسة وسحب الشهادات العلمية والطرد، ضد الطلاب الذين احتلّوا مبنى في حرم الجامعة العام الماضي.
إجراءات ضدّ طالب جديد
إلى ذلك، أرسل مسؤولو الهجرة أمس الجمعة، رسالة بالبريد الإلكتروني إلى الفريق القانوني للطالب في جامعة كورنيل مودو تال، الذي شارك في احتجاجات مؤيدة لفلسطين، يطالبون فيها بأن يُسلّم تال نفسه للسلطات.
وجاء في البريد الإلكتروني أنّ “إدارة الهجرة والجمارك الأميركية تدعو السيد تال ومحاميه للمثول شخصيًا في مكتب تحقيقات الأمن الداخلي في مدينة سيراكيوز، في وقت يتّفق عليه الطرفان لتقديم إشعار الحضور، وتسليم السيد تال نفسه إلى إدارة الهجرة والجمارك الأميركية”، من دون ذكر موعد محدد.
ويُعد “إشعار الحضور” الذي أرسله مسؤولو إدارة الهجرة والجمارك الأميركية، من بين الخطوات الأولى في عملية الترحيل.
وشارك تال، وهو طالب دكتوراه في الدراسات الإفريقية ويحمل جنسيتَي بريطانيا وغامبيا، في احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين ضد الحرب الإسرائيلية على غزة.
وقد وصف محامو تال هذا التطوّر بأنّه اعتداء على حرية التعبير.
وكان تال قد رفع دعوى قضائية سابقًا لمنع ترحيل المتظاهرين، مضيفًا أنّه تعرّض للتنصّت الإلكتروني.