نقل مراسل الجزيرة، اليوم الجمعة، أن عددا من الفلسطينيين أُصيبوا برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي أثناء محاولتهم الوصول إلى مركز توزيع المساعدات التابع لـ”مؤسسة غزة الإنسانية” الأميركية في منطقة نتساريم وسط قطاع غزة.
وقالت مصادر طبية في مستشفيات قطاع غزة لقناة الجزيرة إن 20 مدنيا فلسطينيا أُصيبوا بنيران الاحتلال الإسرائيلي أثناء محاولتهم الوصول إلى مركز توزيع المساعدات في منطقة نتساريم وسط القطاع.
وذكرت المصادر ذاتها أن 18 فلسطينيا استشهدوا في سلسلة غارات إسرائيلية استهدفت مناطق متفرقة من القطاع منذ فجر اليوم الجمعة، وسط تصاعد غير مسبوق في الهجمات الجوية والبرية للاحتلال الإسرائيلي.
وأفاد مراسل الجزيرة، نقلا عن مصادر طبية، باستشهاد فلسطينيَين اثنين وإصابة آخرين، جراء قصف جوي إسرائيلي استهدف منزلا في جباليا البلد شمالي قطاع غزة. كما استشهد 3 فلسطينيين آخرين في غارة شنتها الطائرات الحربية الإسرائيلية على تجمع للمواطنين في منطقة الفالوجا بمخيم جباليا.
كما استشهد فلسطينيان وأُصيب آخرون صباح اليوم في قصف إسرائيلي استهدف مركبة مدنية في بلدة عبسان الكبيرة شرقي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، بحسب ما أفاد به مراسل الجزيرة.
ويأتي هذا القصف ضمن سلسلة من الغارات والاعتداءات الإسرائيلية التي طالت مناطق عدة من القطاع خلال الساعات الماضية، مما أسفر عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى.
وأفاد مراسل الجزيرة باستشهاد 6 فلسطينيين في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في منطقة جباليا النزلة شمالي القطاع فجر اليوم.
كذلك، استشهد شخصان وأصيب عدة أشخاص آخرين، بينهم نساء وأطفال، جراء قصف استهدف خيمة تؤوي نازحين في منطقة المواصي غرب خان يونس.
وفي تطور آخر، استشهد فلسطيني وأصيب آخرون بنيران الاحتلال في منطقة الشاكوش شمال غربي مدينة رفح، وذلك بالتزامن مع قصف مدفعي إسرائيلي استهدف المناطق الجنوبية من مدينة خان يونس في الساعات الأولى من صباح الجمعة.
وقالت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) إن إجمالي عدد الشهداء الذين سقطوا منذ فجر اليوم بلغ 11 شخصا في جباليا النزلة وخان يونس ورفح، فيما أُصيب آخرون بجروح متفاوتة، في ظل استمرار التصعيد العسكري الإسرائيلي على القطاع.
كما فجّر جيش الاحتلال منازل سكنية في حي التفاح شرقي مدينة غزة، وكذلك في بلدة القرارة شمال خان يونس، في إطار تدمير واسع للبنية التحتية المدنية.
بالمقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي صباح اليوم أن أحد جنوده أُصيب بجروح خطيرة -أمس الخميس- خلال معارك بجنوب قطاع غزة، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل بشأن إصابته أو طبيعة الاشتباكات التي وقعت.
أوامر إخلاء جديدة
وأصدر الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء جديدة الليلة الماضية، شملت 5 مناطق في شمال القطاع ومدينة غزة، وذلك تمهيدا لتوسيع عملياته العسكرية في تلك المناطق.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، إن على السكان إخلاء مناطق جباليا البلد والعطاطرة بمحافظة شمال غزة، وأحياء الشجاعية والدرج والزيتون في مدينة غزة، والتوجه غربا، مشيرا إلى أن تلك المناطق باتت تعتبر “مناطق قتال”.
وكتب أدرعي على منصة إكس: “تواصل المنظمات الإرهابية نشاطها التخريبي في المنطقة، ولذلك سيوسع الجيش الإسرائيلي نشاطه الهجومي في المناطق التي توجد فيها لتدمير قدرات المنظمات الإرهابية”.
#عاجل ‼️ الى جميع سكان قطاع غزة المتواجدين في مناطق العطاطرة، جباليا البلد، الشجاعية، الدرج والزيتون
⭕️تواصل المنظمات الإرهابية نشاطها التخريبي في المنطقة ولذلك سوف يوسّع جيش الدفاع نشاطه الهجومي في مناطق وجودكم لتدمير قدرات المنظمات الإرهابية
🔴من هذه اللحظة، سيتم اعتبار المناطق… pic.twitter.com/EGwZk13nnZ— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) May 29, 2025
تصريح بن غفير
ومن جهته، دعا وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير إلى شن هجوم شامل على قطاع غزة واستخدام “كامل القوة”، وذلك عقب إعلان حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن مقترح الهدنة المدعوم أميركيا لا يلبّي الحد الأدنى من مطالبها.
ووجه بن غفير دعوته مباشرة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على منصة تليغرام، قائلا: “بعد أن رفضت حماس مرة أخرى اقتراح الاتفاق، لم تعد هناك أي أعذار”، مضيفا أن الوقت قد حان لإنهاء ما وصفه بـ”الارتباك والتخبط والضعف”.
وأردف الوزير المتطرف: “أضعنا حتى الآن الكثير من الفرص. حان الوقت للدخول بكامل القوة، دون تردد، لتدمير وقتل حماس حتى آخر عنصر فيها”.
وشهد القطاع بالأمس مذابح دامية، حيث قُتل ما لا يقل عن 70 فلسطينيا، بينهم نساء وأطفال، وأصيب العشرات بجروح في غارات جوية وقصف مدفعي استهدف مناطق مختلفة.
ويأتي هذا التصعيد في وقتٍ يعيش فيه قطاع غزة كارثة إنسانية خانقة، حيث يعاني السكان من مجاعة حادة ونقص حاد في المواد الغذائية والدوائية، نتيجة الحصار الخانق منذ إغلاق المعابر في الثاني من مارس/آذار الماضي.
وتشير التقديرات إلى أن نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل 2.4 مليون باتوا بلا مأوى بعد أن دمرت الحرب الإسرائيلية منازلهم.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يواصل الجيش الإسرائيلي شن حرب إبادة جماعية في قطاع غزة، أسفرت عن أكثر من 177 ألف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود لا يزال مصيرهم مجهولا حتى الآن.