استؤنفت في الدوحة مفاوضات وقف إطلاق النار بشأن غزة برعاية الوسطاء. وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس باسم نعيم “إن الحركة جادة في التوصل إلى اتفاق يحقّق أهداف الشعب الفلسطيني المتمثلة في وقف العدوان وانسحاب الاحتلال من القطاع وعودة النازحين”.
وفي هذا السياق، نشرت كتائب القسام فيديو لأسيرة إسرائيلية تطالب حكومة بنيامين نتنياهو بإبرام صفقة تبادل وتؤكد أن العملية العسكرية لن تنجح في إعادة الأسرى الإسرائيليين.
وتزامن استئناف المفاوضات مع تصعيد قوات الاحتلال الإسرائيلي وتيرة عدوانها على القطاع.
ويتركّز التصعيد الحالي في مدينة غزة التي تشهد بين وقت وآخر مجازر عدة بحق العائلات واستهدافات متواصلة شملت القطاع الطبي، وذلك بموازاة الحملة العسكرية المستمرة على المناطق الشمالية وإخراج القطاع الطبي فيها بشكل كامل عن العمل.
خطة اليوم التالي
في خضم ذلك، وفي إطار ما وُصف بالترويج لاتفاق محتمل، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أن اجتماعًا وزاريًا تناول عدة قضايا، أبرزها اليوم التالي للحرب وإيجاد بديل لحكم حماس، على حد قولها.
وبشأن الموضوع ذاته، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في مقابلة مع صحيفة “نيويورك تايمز”، إن إدارة الرئيس جو بايدن عملت على خطة اليوم التالي لحرب غزة مع عدد من الشركاء.
بلينكن توقع كذلك انتهاء الحرب في غزة وفقًا للشروط التي وضعت في اتفاقية وقف إطلاق النار التي طرحها بايدن أواخر مايو/ أيار الماضي.
صفقة المراحل
وفي ما يخص جولة المفاوضات الجديدة التي تستقبلها الدوحة، يشير الخبير في الشأن الإسرائيلي جاكي خوري إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته لا يريدان الخروج بصفقة يمكن أن تمهد لسلطة لحماس في قطاع غزة أو لعملية سياسية تفرض الدمج السياسي بين الضفة الغربية والقطاع.
وفي حديث إلى التلفزيون العربي من الناصرة، يعتبر خوري أن إسرائيل تسعى لتحقيق صفقة على مراحل، تضمن في المرحلة الأولى عودة الأسرى الإسرائيليين مقابل عدد من الفلسطينيين، دون أن يشمل ذلك رموز الحركة الفلسطينية الأسيرة، كي لا يُترجم ذلك كانتصار سياسي لحركة حماس.
كما يرجح أن إسرائيل ترفض الانسحاب من قطاع غزة، لافتًا إلى أن ما رشح في الفترة الأخيرة “صياغات، قد تكون فضفاضة، للاتفاق وتسمح للطرفين باستخدامها في ظل عدم الإعلان عن إنهاء الحرب في هذه المرحلة”، مشيرًا إلى أن “وقف الحرب ممكن في نهاية الصفقة في حال طُبّقت بالكامل”.
كذلك يستبعد الخبير في الشأن الإسرائيلي أن يضغط الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنهاء الحرب على غزة في هذه المرحلة.
حماس تبدي “مرونة”
وعن موقف حماس، يرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر في غزة مخيمر أبو سعدة أن حماس تعاملت بشكل جدي وبعقل منفتح منذ أن أطلق الرئيس الأميركي جو بايدن مبادرته لوقف إطلاق النار في مايو/ أيار 2024، ووافقت على مقترح بايدن الذي أُعلن عنه مجلس الأمن الدولي.
وفي حديث إلى التلفزيون العربي من القاهرة، يعتبر أبو سعدة أن نتنياهو هو من يعرقل الاتفاق، لافتًا إلى أن عددًا من المسؤولين الإسرائيليين عبّروا عن استيائهم من موقف نتنياهو وحكومته.
كما يشير إلى أن عائلات الأسرى الإسرائيليين تدرك أن بنيامين نتنياهو هو من يعرقل الصفقة.
ويلحظ أستاذ العلوم السياسية أن حركة حماس “أبدت مرونة كبيرة في الأيام الأخيرة” حيث وافقت على “وقف جزئي لإطلاق النار في المرحلة الأولى وعلى بقاء جنود الاحتلال في محور نتساريم، بعدما كانت تصرّ على وقف الحرب بشكل تام وانسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع بالكامل”.
كذلك، يرى أبو سعدة بوادر “لمحاولات للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة قبل أن تنتهي فترة إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن”.
مخاوف من موقف إدارة ترمب
من جهته، يستبعد الدبلوماسي الأميركي السابق ريتشارد غودستاين أن تضخ إدارة بايدن طاقة ووقتًا من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة.
وفي حديث إلى التلفزيون العربي من واشنطن، يقول غودستاين: “أعتقد أنه يتعيّن على حماس أن تدرك أن الحال خلال الأسبوعين المقبلين سيكون جيدًا بالقدر الكافي لأن بايدن يريد إقامة دولة فلسطينية وحل الدولتين لكن ترمب لا يريد ذلك”.
ويذكّر بأن ترمب وعد بأنه “سيوفر ضوءًا أخضر لنتنياهو لكي يقوم بما يحلو له”، معتبرًا أن على حماس “أن تأخذ هذه العناصر في الحسبان”.
كما يتوقع الدبلوماسي الأميركي السابق أن “تزداد الأمور سوءًا بعد أن يتسلم دونالد ترمب الإدارة الأميركية”.