يتوجه الوفد الإسرائيلي المفاوض إلى العاصمة القطرية الدوحة غدًا السبت، لاستئناف محادثات صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس.
وفي 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى من 3 مراحل تستمر كل منها 42 يومًا، ويتم في الأولى التفاوض لبدء الثانية والثالثة، بوساطة قطر ومصر ودعم الولايات المتحدة.
وكانت إسرائيل ارتكبت بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية بغزة، أسفرت عن أكثر من 159 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
إسرائيل ترسل “وفدها المفاوض” إلى الدوحة
وقالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية: إن الوفد الذي يتكون من مسؤولين في جهازي الأمن العام “الشاباك”، والاستخبارات “الموساد”، يتوجه السبت إلى الدوحة لاستكمال محادثات صفقة تبادل الأسرى.
ووفق الهيئة، أعطى رئيس “الشاباك” رونين بار، أوامره لفريق التفاوض بالاستعداد لاستكمال المرحلة الأولى من الصفقة، وبدء المرحلة الثانية من الاتفاق.
ويترقب الجانب الإسرائيلي نشر حركة حماس قائمة المحتجزين اليوم الجمعة، تمهيدًا للإفراج عنهم المقرر السبت، وفق المصدر ذاته.
وأشارت الهيئة إلى مخاوف في إسرائيل من أن تؤدي سلسلة التصريحات التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن الاستيلاء على غزة وتهجير الفلسطينيين، إلى الإضرار بالمفاوضات.
ومنذ 25 يناير/ كانون الثاني الماضي، يروج ترمب لمخطط نقل فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو الأمر الذي رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية.
وكان من المقرر أن تبدأ مفاوضات آلية تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق الإثنين الماضي، أي في اليوم 16 من سريان وقف إطلاق النار، لكن صحيفة “هآرتس” العبرية، نقلت عن عضو بالوفد المرافق لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في رحلته إلى واشنطن، لم تسمه، قوله إن هذا الأخير لن يلتزم بتنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق دون القضاء على حركة حماس.
حماس: ملتزمون باتفاق وقف إطلاق النار
من جهته، أكد الناطق باسم حماس، عبد اللطيف القانوع، أن الحركة ملتزمة بتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار بهدف تحقيق مصالح الشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي لا يزال يماطل في تنفيذ البروتوكول الإنساني، خاصة فيما يتعلق بتوفير الإيواء والخيام، ومعدات رفع الأنقاض، والوقود ومتطلبات الترميم.
وفي تصريحات صحفية، طالب القانوع الوسطاء الدوليين بمضاعفة جهودهم للضغط على الاحتلال الإسرائيلي وإلزامه بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في البروتوكول الإنساني.
كما أثنى على مواقف الدول التي رفضت تصريحات ترمب بشأن تهجير الشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن الموقف الفلسطيني موحد في مواجهة هذا المشروع.
وأضاف القانوع أن الموقف الفلسطيني مدعوم بمواقف عربية وإسلامية وعالمية، ويقف ضد المخططات الإسرائيلية التي يسعى كل من نتنياهو وترمب لتطبيقها، والتي تستهدف تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه.
مخاوف من تعطل اتفاق غزة
وفي هذا الإطار، أفادت مراسلة التلفزيون العربي من القدس المحتلة، كريستين ريناوي، بأن الوفد الإسرائيلي، الذي سيغادر مساء السبت إلى الدوحة، يُفترض أنه وفد “مهني عملي”، أي أنه لا يحمل تفويضًا كبيرًا، ولا يضم رؤساء الأجهزة الأمنية مثل رئيسي الشاباك والموساد، أو حتى ممثلي الجيش.
وأوضحت أن الوفد الإسرائيلي سيذهب إلى الدوحة فقط لاستكمال الأمور الفنية المتعلقة بتنفيذ المرحلة الحالية.
وأشارت إلى أن مفاوضات المرحلة الثانية بحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية سوف يتم إقرارها بعد أن يجتمع الكابنيت الأمني والسياسي، الذي من المفترض أن يجتمع يوم الثلاثاء.
وأضافت مراسلتنا أنه سيتم بحث الخطوط العريضة ومن ثم الاتفاق على تفاصيلها بعد عودة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من واشنطن، مع إمكانية إيفاد وفد آخر أو ربما تعزيز الوفد الذي سيشارك في إطار هذه المباحثات.
وأوضحت أن هناك اختلافًا بالمراحل، فالوفد الذي اتفق على المرحلة الأولى كان وفدًا أمنيًا، أما الآن فهو يحمل صبغة سياسية.
وأشارت المراسلة إلى أن نتنياهو يريد أن يضم الوفد الإسرائيلي وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر المقرب منه، لأن المرحلة مختلفة، وقد تشمل إنهاء الحرب، ما يتطلب تغيير تركيبة الوفد بحسب مزاعم رئيس حكومة الاحتلال.
وفيما لفتت إلى أن هناك جدلًا بشأن تأثير خطوة تغيير تركيبة الوفد، تحدثت عن وجود اتهامات من عائلات الأسرى بأن هذه الخطوة قد تؤدي إلى تخريب الصفقة ونسف تنفيذ هذا الاتفاق بكافة مراحله.